للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مثل ما جاء من التّن ... ور ما غادر حرفا

والأطمار: الثياب الخلقة، واحدها طمر. عفاها البلى: غيّرها القدم ودرسها، وسوّدها بالأوساخ حتى صارت في طبع الثوب، فمتى غسلت لم تزل.

ومما قالت الشعراء في الأطمار ممّا يستحسن قول الحمدونيّ في طيلسان وهبه له أحمد بن حرب المهلبيّ: [الخفيف]

يا بن حرب أطلت همّي برفوي ... طيلسانا قد كنت عنه غنيّا

فهو في الرّفو آل فرعون في العر ... ض على النار بكرة وعشيّا

وقال أيضا فيه: [الرمل]

طيلسان لابن حرب ... يتداعى لا مساسا

قد طوى قرنا فقرنا ... وأناسا فأناسا

لبس الأيام حتّى ... لم تدع فيه لباسا

غاب تحت الحسّ حتى ... لا يرى إلا قياسا

وقال فيه أيضا: [المنسرح]

قل لابن حرب مقالة العاتب ... ولست فيما أقول بالكاذب

أما رأيت الرفاء يحزنني ... برفوه طيلسانك الذّاهب

أفناه جور البلى عليه كما ... أفنى الهوى عمر خالد الكاتب

وقال فيه أيضا: [السريع]

إن ابن حرب جادلي كاسيا ... بطيلسان هرم قشعم

انظر إلى كثرة تمزيقه ... كأنمّا مزّق في مأتم

رفوى له وهو رميم كمن ... يبنى بناء فوق مستهدم

يصدعه اللّحظ بإيماضه ... صدع فؤاد العاشق المغرم

يذكرني كثرة تمزيقه ... تفرّق الناس عن الموسم

وقال فيه أيضا: [الخفيف]

يا بن حرب كسوتني طيلسانا ... ملّ من صحبة الزمان وصدّا

طال ترداده إلى الرفو حتّى ... لو بعثناه وحده لتهدّى

فحسبنا نسج العناكب قد جئن ... إلى ضعف طيلسانك شدّا

وقال أيضا فيه: [السريع]

<<  <  ج: ص:  >  >>