للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه من علامات الحج، وكلّ علامات الحج مشاعر، والمشعر والمنسك: موضع ذبح الهدى بمكة المفضّل، سمّي مشعرا، لأنه شعر أنه حرام كالبيت. الناسكين: الحجّاج الذين يشعرون الهدى وما ينحر، أنسك ونسك منسكا ونسكا ونسكا، إذا ذبح النّسك، وأصلها ذبائح الجاهلية ثم سمّيت الأضاحي، والنّاسك أيضا: الزاهد. خيف: موضع بمنى. قوله: «ساعفتني»: ساعدتني. تصدّيت: تعرّضت. غالها: أهلكها. الخطوب:

الأمور الشداد. ترشقني: تصيبني. بمصميات: بسهام قاتلة. بؤس: شدّة حال. ضنى:

ضعف ومرض. وهو أنا، أي هو مثلي في ضيق الحال. مجالي: موضع تصرّفي. ذات يدي: مالي، وذات اليد ما يملك. العفو: الغفران. جنى: أذنب. قصّتي: حديثي، يقول: فانظر إلينا بعين الشفقة والرحمة، وأصلح بيننا بما ننصرف به شاكرين لك، وهب لنا ما نثني به عليك، وجعل النّظر عاملا في الجميع، لأن من وجوه النّظر الإصلاح بينهم والتكرّم عليهم.

***

فلمّا وعى القاضي قصصهما، وتبيّن خصاصتهما وتخصّصهما؛ أبرز لهما دينارا من تحت مصلّاه، وقال لهما: اقطعا به الخصام وافصلاه. فتلقّفه الشّيخ دون الحدث، واستخلصه على وجه الجدّ لا العبث، وقال للحدث: نصفه لي بسهم مبرّتي، وسهمك لي عن أرش إبرتي، ولست عن الحقّ أميل، فقم وخذ الميل.

فعرا الحدث لما حدث اكتئاب، واكفهرّ على سمائه سحاب، وجم له القاضي، وهيّج أسفه على الدّينار الماضي؛ إلّا أنّه جبر بال الفتى وبلباله، بدريهمات رضخ بها له، وقال لهما: اجتنبا المعاملات، وادرآ المخاصمات، ولا تحضراني في المحاكمات، فما عندي كيس الغرامات.

فنهضا من عنده، فرحين برفده، مفصحين بحمده، والقاضي ما يخبو ضجره، مذ بضّ حجره، ولا ينصل كمده، مذ رشح جلمده.

***

قصصهما، أي حديثهما، وهو جمع قصّة. خصاصتهما: فقرهما. تخصّصهما:

رفعتهما وانقباضهما، وقد تخصّص الرجل، إذا انقبض عن العامّة وتشبّه بالخاصّة، أبرز:

أخرج. مصلّاه: بساطه الذي يصلّي عليه. أفصلاه: اقطعاه وأزيلاه. استخلصه: حازه لنفسه خالصا. الجدّ: التحقيق. العبث: الهزل. سهم: نصيب. مبرّتي: إكرامي الذي وصلني به القاضي. أميل: أخرج وأعدل عنه. عرا: قصد ونزل به. حدث: ظهر.

اكتئاب: حزن وهمّ. وجم: غضب، والوجوم: السكوت على غضب. هيّج: حرّك.

<<  <  ج: ص:  >  >>