للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لا جمع، أي لا قبيل ولا عشير يحميك ولا يمنعك يوم القيامة. يقي: يمنع.

عرصة الجمع: موضع اجتماع الناس في الحشر. تنحطّ تنزل. اللّحد: حفير في جانب القبر. وتنغطّ: تنضمّ وتنقبض، يقال: غططته في الماء إذا أغرقته فيه وغمسته. أسلمك الرهط: تركك قومك. سمّ: عين الإبرة، يريد ضيق القبر على الميت. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن للقبر ضغطة لو نجا منها أحد لنجا منها سعد بن معاذ».

وعن أنس رضي الله عنه، قال: توفيت زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتبعها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فساءنا حاله، فلما انتهيناإلى القبر فدخله، التمع وجهه صفرة، فلما خرج أسفر وجهه، قلنا: يا رسول الله، رأينا منك شأنا فممّ ذلك؟ قال: «ذكرت ضغطة بنتي وشدة عذاب القبر فأتيت فأخبرت أن الله تعالى قد خفّف عنها، ولقد ضغطت ضغطة سمع صوتها ما بين الخافقين». [الهزج]

***

هناك الجسم ممدود ... ليستأكله الدّود

إلى أن ينخر العود ... ويمسي العظم قد رمّ

ومن بعد فلا بدّ ... من العرض إذا اعتدّ

صراط جسره مدّ ... على النّار لمن قد أمّ

فكم من مرشد ضلّ ... ومن ذي عزّة ذل

وكم من عالم زلّ ... وقال الخطب قد طم

فبادر أيّها الغمر ... لما يحلو به المرء

فقد كاد يهي العمر ... وما أقلعت عن ذم

***

قوله: «ينخر»، أي يبلى، والعود: تابوت الميت. رمّ: بلي: قال الفنجديهيّ: إلى أن ينخر العود، أي إلى أن يبلى الجسم الناعم الذي هو مثل القضيب، وقال الإلبيريّ:

[الطويل]

كأنّي بنفسي وهي في السّكرات ... تعالج أن ترقي إلى اللهوات

وقد رمّ رحلي واستقلّت ركائبي ... وقد آذنتني بالرّحيل حداتي

إلى منزل فيه عذاب ورحمة ... وكم فيه من زجر لنا وعظات

ومن أعين سالت على وجناتها ... ومن أوجه في التّرب منعفرات

ومن وارد فيه على ما يسرّه ... ومن وارد فيه على الحسرات

قوله: «اعتدّ» أي استعدّ، روى أبو بكر رضي الله عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «يحمل

<<  <  ج: ص:  >  >>