ثمّ تفرّقنا، فانطلقت ذات اليمين، وانطلق ذات الشّمال، وناوحت مهبّ الجنوب، وناوح مهب الشّمال.
***
ارتياء: إبطاء، وهو «افتعال» من رؤية القلب، التي معناها التدبّر والتفكّر، وأصل بابه الهمزة، فنقلها لمكان همزة اللّام؛ يقول: أجاب من غير فكرة. يقمر: يغلب، وتقول: قامرت الرجل قمارا فقمرته أقمره، أي غلبته. دسته، أي حيلته، والدّست: الذي يكون لك فيه الغلب في الشطرنج، تقول: الدّست لي، والدّست عليّ. ومن ألفاظ عامّة المشرق أن يقول الرجل لصاحبه: هلمّ نأخذ دستا. تمّ: كمل. قوله: «زاملة»، أي حاملة، والزاملة: الدابّة يحمل عليها. طلاوة علانيتك، أي حسن ظاهرك. خبث نيّتك:
فساد باطنك، وفي معنى هذا قال لقمان لابنه: احذر واحدة- وهي أهل للحذر: إيّاك أن ترى أنك تخشى الله وقلبك فاجر؛ يحذّره من الرياء، وفي الحديث: «من أصلح سريرته أصلح الله علانيته».
وقيل لرجل مراء: ما أحسن صلاتك! قال: ومع هذا فإني صائم! قال الشاعر:
[الرمل]
وإذا أظهرت شيئا حسنا ... فليكن أحسن منه ما يسر
فمسرّ الخير موسوم به ... ومسرّ الشّر موسوم بشرّ
وقال محمود الوراق لابن أخيه: [الوافر]
تصوّف كي يقال له أمين ... وما معنى التصوّف والأمانة
ولم يرد الإله به ولكن ... أراد به الطريق إلى الخيانة
وقال فيه أيضا: [الكامل]
شمّر ثيابك واستعدّ لقائل ... واحكك جبينك للقضاة بثوم
وعليك بالفتوي فاجلس عنده ... حتى تصيب وديعة ليتيم
وقال الأبيض الإلبيريّ: [الكامل]
أهل الرياء لبستم ناموسكم ... كالذئب يصبح في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك ... وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب ... وبأصبغ صبغت لكم في العالم
وقال آخر: [الكامل]
لا شيء أخسر صفقة من عالم ... لعبت به الدّنيا مع الجهال