للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولعليّ بن بسام: [البسيط]

أما ترى الورد يدعو للورود على ... حمراء صافية في لونها صهب

مداهن من يواقيت مركّبة ... على الزبرجد في أفواهها ذهب

وقال آخر: [المنسرح]

نرجسة عينها محبّرة ... لم تكتحل قطّ آفة الغمض

باكرها الطّلّ فهي باهتة ... تنظر فعل السماء في الأرض

وللأسعد بن بليط: [السريع]

بنفسج باتت أكفّ الصبا ... تنثره في زرقة لا تحدّ

كأنما قطّ بمنثوره ... رءوس أفلام من اللّازورد

وقال آخر في نور الباقلّى: [البسيط]

نوّارة الباقلا إذا راق منظرها ... تحكي الفراشة تنقيطا وترييشا

كأنّما هي ما حول الذبالة إذ ... مدّت جناحا مكان الكفّ مرقوشا

والباب كثير.

***

قوله: «مزهر» عود الغناء. يستبزل: يستسقي منها شرابا، والمبزل الثقب في جانب الخابية تجري منه الخمر صافية، ويبقى العكر في قعرها، قال الأخطل: [البسيط]

لما أتوها بمصباح ومبزلهم ... سارت إليهم سئور الأبجل الضاري (١)

تدمى إذا طعنوا فيها بجائفة ... وفي الزّجاج عتيق غير مسطار

أراد أن الخمر خرجت خروج الدم من الأبجل، وهو عرق.

وقال ابن حصين: [السريع]

حجبت عنها الدّنّ فاستعبرت ... جريا كما قوّس إحليل

كأنها في الكأس منصبّة ... خيط من الفضة مفتول

وقال آخر في قمع الشراب: [المتقارب]

ولما رأى الناس فضل المدام ... وخافوا على جرمها أن يسيلا


(١) البيت الأول في ديوان الأخطل ص ٨٢، والكتاب ٤/ ٥٠، ولسان العرب (سور)، (ضرا)، والبيت الثاني في ديوان الأخطل ص ٢٢، ولسان العرب (صطر)، (مصطر)، والمخصص ١١/ ٧٥، وفي الديوان: «غير مصطار» بدل «غير مسطار».

<<  <  ج: ص:  >  >>