خلته في جنبات الك ... أس واوات صغارا
وله أيضا في مثل ذلك: [مجزوء الكامل]
والكأس أهواها وإن رزئت ... بلغ المعاش وقلّلت فضلي
ذخرت لآدم قبل خلقته ... فتقدّمته بخطوة القبل
فأتاك شيء لا تلامسه ... إلا بحسن غريزة العقل
فإذا علاها الماء ألبسها ... نمشا كمثل خلاخل الحجل
حتى إذا سكنت جوانحها ... كتبت بمثل أكارع النمل
خطين من شتى ومجتمع ... غفل من الإعجام والشكل
وقال ابن المعتز: [البسيط]
كأنّ في كأسها والماء يقرعها ... أكارع النمل أو نقش الخواتيم
وقال حبيب: [الكامل]
صعبت وراض المزج سيّئ خلقها ... فتعلّمت من حسن خلق الماء (١)
خرقاء يلعب بالعقول حبابها ... كتلاعب الأفعال بالأسماء
وضعيفة فإذا أصابت فرصة ... قتلت، كذلك قدرة الضعفاء
وكأنّ بهجتها وبهجة كأسها ... نار ونور قيّدا بوعاء
أو درّة بيضاء بكر أطبقت ... حبلا على ياقوتة حمراء
وقال ابن البال: [الكامل]
ومدامة لبست غلالة نرجس ... وتنفست في الكأس أيّ تنفس
باكرتها والورد يوقظه النّدى ... وتبلّ خدّيه عيون النّرجس
والشمس تنظر من وراء غمامة ... لبست من الكافور أحسن ملبس
نبّهتها بيد المزاج فأصبحت ... ترنو إليّ بأعين لم تنعس
وتورّدت حتى توقّد كأسها ... فحسبتها في الكفّ جذوة مقبس
[مجزوء المتقارب]
***
ولا كان ساق ... دهائي الرّفاق
لأرض العراق ... بحمل السّبح
(١) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٣٨.