للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جفوت من الصّبا ما ليس يجفى ... وعفت من الهوى ما لا يعاف

فلو أني هممت بقبح فعل ... لدى الإغفاء أيقظني العفاف

قوله: «جل»، تصرف، المحال: المكر. لذ: تعلّق وتستر. المحال: الباطل، وما لا يمكن ثبوته، ودع ما يقال، أي لا تلتفت إلى من ينقصك باتّباع لذّاتك، وخذ ما يوافقك ويصلح بك.

وهذا رأي من اشتهر بالمجون كالحسن في قوله: [الكامل]

دع عنك ما جدّوا به وتبطّل ... وإذا لقيت أخا الحقيقة فاهزل

لا تركبنّ من الذنوب خسيسها ... واعمد إذا قاربتها للأنبل

وخطيئة تغلو على مستامها ... يأتيك آخرها بطعم الأوّل

حلّلت لا حرج علي حرامها ... ولربّما حلّلت غير محلّل

وقال ابن وكيع: [الكامل]

لا تقبلنّ من الرشيد كلامه ... وإذا دعاك أخو الغواية فاقبل

ودع الترهّب والتجمّل للورى ... فالعيش ليس يطيب للمتجمّل

وقال أيضا: [الكامل]

فارقت بعدك عفتي ووقاري ... وخلعت في طرق المجون عذاري

لا تأمرنّي بالتستّر في الهوى ... فالعيش أجمع في ركوب العار

لا تكثرنّ عليّ إن أخا الحجا ... برم يقرب الصاحب المكثار

قوله: «أباك»، أي تمنّع منك، سنح: تيسّر، يقال: سنح الشيء سنوحا، إذا تيسر صاف الخليل، أي أخلص الودّ لصاحب، ناف: باعد. أول الجميل: ألصق المعروف بمن يستحقه، وقد أولاني فلان المعروف: ألصقه بي، وجعله بينه وبيني، وقيل معنى «أولاني» ملكني، من قولهم: هذا وليّ المرأة، أي مالك أمرها. وقيل: معناه عضدني به وقوّاني، من قولهم: بنو فلان ولاة على بني فلان، أي يعينونهم ويعضدونهم، وقيل:

أولاني: أنعم عليّ، من الألاء، وهي النّعم، واحدها إلي وألي، والأصل ولي وولي، أبدل من الواو المكسورة همزة، على حدّ «إساد» وأبدل من الواو المفتوحة همزة على حد أحد وامرأة أناة، وال المنح: تابع العطايا، أمام الذهاب: قدّام الموت، يقول: إذا شخت وأيقنت الموت، فاضرب باب التوبة، فإنه يفتح لك إذ كلّ كريم بابه يفتح.

ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن المصلي يقرع باب الملك، وإنه من يداوم قرع الباب يوشك أن يفتح له»، والله تعالى أكرم الكرماء، وبابه باب التوبة. وقال الإلبيريّ: [الوافر]

فلازم قرع باب التّوبة دأبا ... فإنّ لزومه سبب الدخول

***

<<  <  ج: ص:  >  >>