قوله:«تمنيت». ابن الأنباري: في معناه قدرت وأحببت أن يصير إليّ، وهو من المنى وهو القدر، يقال: منى الله لك ما تحبه يمنيه منيا، أي قدّره لك. لمضض، أي لحرقة، عاينت: شاهدت، ويروى «عانيت» أي قاسيت، سميرا: صاحبا يسمر معه يقصر: يردّها قصيرة بأنسه وحديثه. الليلاء: الشديدة الطويلة السواد، ولابن الزّقاق في مثل هذا السمير:[الخفيف]
ربّ ليل أتحفت فيه بأنس ... من سمير زفّ الحديث عروسا
فاجتنينا مما يحدّث زهرا ... واغتبقنا من خلقه خندريسا
وانثنى الليل يفضل الصبح حسنا ... والدّراري يفضلن فيه الشموسا
ولئن كان لم يحل عن دجاه ... فلقد عاد فحمه آبنوسا
قوله:«أغمضت مقلتي»، نامت عيني. قرع: ضرب. خاشع: ليّن. أثمر: طلع ثمره، الحظ: البخت. أقمر: صار قمر، يقول: لعلّ: بختي قد زال نحسه وأقبل سعده إذ وجدت ما تمنيت، نهضت: تقدمت. الطارق: الآتي بالليل أجنه: ستره. غشيه: غطاه، الإيواء مصدر آويت الرجل، إذا أنزلته على نفسك وضممته، وتقول: أويته وآويت بمعني واحد. أسحر: دخل في وقت السّحر، يريد أنه لا يطلب غير المبيت وينصرف في السحر.
***
قال: فلمّا دلّ شعاعه على شمسه، ونمّ عنوانه بسرّ طرسه، وعلمت أن مسامرته غنم، ومساهرته نعم، ففتحت الباب بابتسام، وقلت ادخلوها بسلام، فدخل شخص قد حنى الدّهر صعدته، وبلل القطر بردته، فحيّا بلسان عضب، وبيان عذب، ثم شكر على تلبية صوته، واعتذر من الطروق في غير وقته، فدانيته المصباح المتّقد، وتأمّلّته تأمّل المنتقد، فألفيته شيخنا أبو زيد بلا ريب؛ ولا رجم غيب، فأحللته محلّ من أظفرني بقصوى الطّلب ونقلني من وقذ الكرب، إلى روح الطّرب، ثمّ أخذ يشكو الأين وأخذت في كيف وأين. فقال: أبلعني ريقي، فقد أتعبني طريقي، فظننته مستبطنا للسّغب، متكاسلا لهذا السّبب، فأحضرته ما يحضر للضيف المفاجئ، في الليل الدّاجي.