قوله: «رجل مات عن أخ .. »، البيت.
فائدة ذكر الأخ، إثبات النّسب، لأن الأجنبيّ لا يرث، وفائدة ذكر المسلم أنّ أهل دينين لا يتوارثان، وفائدة ذكر الحرّ أن العبد لا يرث الحرّ، وأما التقيّ، فما لقيت من أشياخنا من نبّه عليه، حتى حدّثني به الفقيه أبو العباس اللّيثيّ، عرف بالحضّار، فقال فائدة لطيفة، وهي التحرّز من قاتل العمد، لأنه لا يرث وليّه، فأراد أن موجبات التّوارث قد كملت لهذا الوارث، ومع هذا لم يرث أخاه.
والحبر: العالم. تمويه: شكّ وكذب. حوت: حازت. الإرث: لغة في الورث، وهو بالهمز بدل من الواو. لمحت: أي نظرت، واللمحة نظرة غير متمكّنة. ابن بجدتها:
عالم سرّها، ويقال: بجد في المكان إذا أقام به، والمقيم بالموضع عالم به. وقيل: أصله من قولهم: فلان من أهل البجد، أي من أهل البادية، وهم العلماء باللسان على ما وضع. حططت: نزلت، والخبير، عالم الخبر، وهذه أمثال للعالم بحقيقة الشيء.
مضطرم: متّقد. مثواي: منزلي، وأكرمت مثوى الضّيف، إذا أحسنت نزله ووطّأت له.
فتواي: ما أفتيك به. الاشتراط والشرط بمعنى. تجافيت: تباعدت. الاشتطاط: مجاوزة الحدّ. مربعي: منزلي. تظفر: تفوز، وأصله من الظّفر، كأنه إذا ظفر بشيء أنشب أظفاره فيه. تنقلب: ترجع. ذراه: منزله، وكلّ ما كان من حائط وشبهه ذرى. أحرج: أضيق.
أوهن: أضعف. جبر: أصلح. توسعة ذرعه: سعة خلقه واحتماله. القرى: طعام الضّيف. مطايب: جمع طيب، على غير قياس. أزهى: أعجب، والزّهو الكبر، وكانوا يصفّفون التمرة على اللّبأ عند بيعه، فيريد بالراكب التمر وبالمركوب اللّبأ؛ لأنهم يشقّون التمرة ويغترفون بنصفها من القدح الذي فيه اللّبأ. ويريد: بأنفع صاحب التمر، وبأضرّ مصحوب اللّبأ، وهذا يوافق قول الأعرابيّ: [الطويل]
ألا ليت لي خبزا من التمر واللّبا ... وخيلا من البرنيّ فرسانها الزّبد
فأطلب فيما بينهنّ شهادة ... بموت كريم لا يعدّ له لحد
والبرنيّ من أفضل التمر، وقال صحار الكلبيّ: [المتقارب]
أكلت الضّباب فما عفتها ... وإني لأهوى قديد الغنم
وركّبت زبدا على تمرة ... فنعم الطعام ونعم الأدم
والعرب تقول: على الثمرة مثلها زبدا، وقيل في تفسيره بالعكس، لأنّ الأطباء يقولون: إن التمر مضرّ سريع العفن، يولّد السّداد (١)، ويقولون أيضا: إنه حارّ رطب مليّن للبطن يولّد المني، فيقابل ضرره نفعه، وكفى لنا أنه قوت يكتفى معه بأدنى الطعام، وفيه قوة زائدة، وبالجملة فاللفظ مشكل، وما وجدت من يحققه.
(١) السداد: داء يسد الأنف، ويمنع نسيم الريح.