للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي أظهرت أنك ناعس. جذبك: قادك بعنف، ويقال: جذب وجبذ وهي أقلّ من الأولى، وصحفت العامة هذه الثانية وقالوا: «حبد» بدال غير منقوطة، تقاعست: تأخرت وتصعبت وتشبهت بالأقعس؛ وهو الذي دخل ظهره وخرج صدره، أي قادك الوعظ إلى الخير فلم تنقد له والعرب تقول: عزة قعساء كأنها تتقعّس عن الذلة. تجلت: ظهرت والعبر: ما يتخوف ويتعظ به عند رؤيته حصحص: تبين، من الحصّ وهو ذهاب الشعر فيتبين ما تحته، والحاء الثانية مبدلة من صاد ثالثة، وإذا اجتمع الأمثال في مثل هذا، أبدلت العرب من الحرف الأوسط حرفا من جنس الحرف السابق، ومثله حثحثت ورقرقت، أصلهما حثثت ورققت، هذا قول الكوفيين، وقال البصريون: هما لغتان تقاربتا، إذ لا يبدل الحرف إلا من مثله أو من مقاربه في المخرج، هذه الحروف متباعدة لا يصحّ إبدالها، ماريت: شككت: تؤاسي: تعطي.

***

تؤثر فلسا توعيه، على ذكر تعيه، وتختار قصرا تعليه على برّ توليه، وترغب عن هاد تستهديه، إلى زاد تستهديه، وتغلّب حبّ ثوب تشتهيه، على ثواب تشتريه.

يواقيت الصّلات، أعلق بقلبك من مواقيت الصّلاة، ومغالاة الصّدقات، آثر عندك من موالاة الصّدقات، وصحاف الألوان، أشهى إليك من صحائف الأديان.

ودعابة الأقران، آنس لك من تلاوة القرآن.

***

تؤثر: تفضل. توعيه: تجعله في وعاء. برّ إحسان. توليه: تعطيه وتلصقه بمن تبره. هاد: مرشد لطريق الخير. ترغب عنه: أي تتركه. تستهديه، أي تسترشده وتسأله أن يهديك إلى الخير، وتستهديه الثانية: تطلب أن يهدي لك هدية. يقول: تترك من يهديك إلى طريق الخير، فلا تسأله الهداية، وتقصد أعراض الدنيا من الأطعمة وغيرها، وترغب أن تعطي منها هدية، قال الزاهد بن عمران: [الطويل]

توقّ وحاذر من قبول هديّة ... وإن جاءك فيها الحديث المرغّب

فقد حدثت بعد الرّسول حوادث ... تحذّرنا منها، وعنها ترغّب

وكانت هديّات الأوائل قبلنا ... تؤلّف فيما بينهم وتحبّب

فعادت بلايا يسرع المنّ نحوها ... تفرّق فيما بيننا وتجنّب

وله في مثله: [السريع]

احذر هدايا النّاس تأمن المن ... ها أو قول واش يشي

فقلّ من يهديك إلّا امرؤ ... من رغبة أو رهبة قد حشي

<<  <  ج: ص:  >  >>