قوله: «أما»: حرف إخبار واستفتاح كألا، الحمام: الموت، من حمّ الأمر، قضي:
الموعد. ما إعدادك: ما استعددت له، والاعداد مصدر أعدّ للأمر إذا هيأ له ما يحتاج إليه من عدّة، يقول: الموت: هو الذي وعدت به أن يأتيك ولا بد، فاستعد له من أفعال البر.
وللفقيه الزاهد أبي عمران موسى بن عمران: [السريع]
يا صاح في الموت لنا حكمة ... بالغة لو أننا ننتفع
فاعمل له قبل مفاجاته ... ويحصد الزارع ما قد زرع
لا حيلة تنجيك منه ولا ... ذو وزر عنه به يمتنع
كم أمم أفناهم قبلنا ... وشمل قوم شتّه فانصدع
ولحبيب: [الطويل]
فقد أيقنت بالموت نفسي لأنّني ... رأيت المنايا يخترمن حياتيا (١)
فيا ليت أنّي بعد موتي ومبعثي ... أكون رفاتا لا عليّ ولا ليا
المشيب: الشيب، يقال: شاب رأسه شيبا أو مشيبا. إنذارك: إعلامك، وأنذرك:
أعلمك ممّا تحذر وخوّفك منه، وأراد قوله تعالى: وَجاءَكُمُ النَّذِيرُ [فاطر: ٣٧]، وانظر هذا المعنى في الحادية والأربعين مستوفي نظما ونثرا.
أعذارك: جمع عذر، والإعذار بكسر الهمزة مصدر أعذر في طلب الحاجة إذا بالغ فيها قال: ابن السّبتي وجنّس قوافيه: [مخلع البسيط]
الشّيب في مفرقي حلّا ... وعقد عهد الملاح حلّا
وكان كالآبنوس رأسي ... فاحتله عاجه فحلّا
وحرّمت وصلي الغواني ... وقلن قتل العميد حلّا
اللحد: حفرة في جانب القبر، ولحد الميت وألحده: شقّ له في جانب القبر وأصل اللفظة الميل، ومقيلك: مقامك، وأصله النوم في القائلة، قيلك: حديثك المقول وحجّتك الواضحة، والقول مصدر كالطحن والذبح والقيل: اسم للمقول كالطحن بالكسر: اسم للدقيق المطحون، والذبح اسم للمذبوح، يعقوب: القال والقيل اسمان لا مصدران. ابن سيده: القيل في الأصل مصدر، وحكى الفارسيّ قاله قولا وقيلا، مثل ذكره ذكرا، والقال يجوز أن يكون مصدرا، فإنّ سيبويه حكى: ذامه ذاما وعابه عابا، إلا أنه لم ينص على القال، مصيرك: رجوعك نصير: معدول عن ناصر للمبالغة. تناعست،
(١) البيتان في ديوان أبي تمام الطائي ص ٤٨٤.