للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهم بنو الصّرح بهرام وإخوته ... والهرمزان وسابور وسابور

فربمّا أصبحوا منهم بمنزلة ... تهاب صولهم الأسد اليهاصير

حثّوا المطيّ وجدّوا في رحيلهم ... فما يقوم لهم سرج ولا كور

والنّاس أبناء علّات فمن علموا ... أن قد أقلّ، فمحقور ومهجور

والخير والشرّ مقرونان في قرن ... والخير متّبع والشرّ محذور

فأتى كسرى فأخبره، فغمّه ذلك، فقال: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا، يدور الزمان؛ فملكوا كلّهم في أربعين سنة.

قوله: «ينمّ»: من النميمة. مليح: كثير الظهور.

***

فاتفق لوشك الحظّ المبخوس، ونكد الطّالع المنحوس، أن أنطقتني بوصفها حميّا المدام، عند الجار النّمّام. ثمّ ثاب الفهم، بعد أن صرد السّهم، فأحسست الخبال والوبال؛ وضيعة ما أودع ذلك الغربال، بيد أني عاهدته، على عكم ما لفظته، وأن يحفظ السّر ولو أحفظته؛ فزعم أنّه يخزن الأسرار، كما يخزن اللّئيم الدّينار، وأنّه لا يهتك الأستار، ولو عرّض لأن يلج النّار.

***

الحظّ: البخت والنصيب. ووشكه: سرعة زواله المبخوس: المنقوص. نكد:

مشقّة. الطالع: نجم الإنسان، والطالع يقابله التساقط. حميّا: حدّة ثاب: رجع. صرد:

خرج من قوسه، وأراد بالسهم اللفظ الذي سمع منه جاره الخبال: الفساد. الوبال:

الثقل، وهو وبال عليه أي ثقيل في العاقبة، وطعام وبيل: ثقيل متخم، ومنه استوبلت المدينة إذا لم توافق جسمك وإن أحببتها، أودع: جعل فيه. والغربال، معلوم، يشبّه به النّمام حيث لا يمسك ما جعل فيه؛ قال الحطيئة يهجو أمه: [الوافر]

تنحّي فاجلسي مني بعيدا ... أراح الله منك العالمينا (١)

أغربالا إذا استودعت سرّا ... وكانونا على المتحدّثينا

كانون: أبرد أيام الشتاء، ويريد أنها باردة لحديث.


(١) يروى صدر البيت الأول:
فهنا اقعدي مني بعيدا
والبيتان في ديوان الحطيئة ص ١٢٣، ولسان العرب (بدد)، (كنن)، وتهذيب اللغة ٩/ ٤٥٤، ومقاييس اللغة ٥/ ١٢٣، ومجمل اللغة ٤/ ١٩٠، وديوان الأدب ٣/ ٦١، وتاج العروس (بدد)، (غربل)، وبلا نسبة في المخصص ١٢/ ١٣٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>