للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبّل حبيبك ما اشتهيت فإن من ... عاداتنا كتمان سرّ المجلس

يا رب إن قدّرته لمقبّل ... غيري فللمسواك أو للأكؤس

ولئن قضيت لنا بصحبة ثالث ... يا رب فلتك شمعة في المجلس

ومن أحسن ما قيل في الدهر، قول تميم بن المعز:

يا دهر ما أقساك من متلون ... في حالتيك وما أقلّك منصفا

أتروح للنّكس الجهول ممهّدا ... وعلى اللّبيب الحرّ سيفا مرهفا!

وإذا صفوت كدرت شيمة باخل ... وإذا وفيت نقضت أسباب الوفا

لا أرتضيك وإن كرمت لأنني ... أدري بأنّك لا تدوم على الصّفا

زمن إذا أعطى استردّ عطاءه ... وإذا استقام بدا له فتحرّفا

ما قام خيرك يا زمان بشرّه ... أولى بنا ما قل منك وما كفى

إدريس بن اليمان: [البسيط]

ماذا أقول لدنيا لو ظفرت بها ... أدّبتها غضبا للعلم والأدب

شجا من أقذية الأيام برّح بي ... بل بالعوالي وبالهندية القضب

***

ثم قال لي: ادن فكل، وإن شئت فقم وقل. فالتفتّ إلى تلميذه وقلت:

عزمت عليك، بمن تستدفع به الأذى، لتخبرني من ذا؟ فقال: هذا أبو زيد السّروجي، سراج الغرباء، وتاج الأدباء.

فانصرفت من حيث أتيت، وقضيت العجب ممّا رأيت!

***

قول: «أدن» أي أقرب. قل، أي قل ما شئت، التلميذ: الخادم، والجمع التلاميذ، قال لبيد: [المنسرح]

* يجلو التلاميذ لؤلؤا قشبا (١) *

أي يجلو التلاميذ لؤلؤا جديدا، وطلبة العلم: تلاميذ شيخهم، الأذى: الضرر،


(١) صدره:
فالماء يجلو متونهن كما
والبيت في ديوان لبيد بن ربيعة ص ٣١، ولسان العرب (قشب)، وتهذيب اللغة ٨/ ٣٣٥، وتاج العروس (قشب).

<<  <  ج: ص:  >  >>