للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حوله. وحدقوا، أي نظروا إليه نظرا شديدا، فهم محدقون إليه، أي ناظرون، والحدقة:

سواد العين الأعظم. والأسارير: تكاسير جلد الوجه.

***

أنس قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من عاد مريضا فجلس عنده قدر ساعة، أعطاه الله تعالى أجر عمل سنة لا يعصيه فيها طرفة عين» (١).

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «عيادة المريض إذا دخلت عليه، أن تضع يدك على رأسه وتقول: كيف أصبحت؟ أو كيف أمسيت؟ وإذا دخلت عليه تغمّدتك الرحمة، وإذا خرجت من عنده خضتها مقبلا ومدبرا» - وأومأ بيديه إلى حقويه (٢).

أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «من عاد المريض خاض الرحمة، فإذا جلس عنده انغمس فيها» (٣).

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «إذا دخلتم على مريض فنفّسوا عليه في أجله، فإنّ ذلك لا يردّ شيئا وهو يطيّب نفس المريض» (٤).

نفّسوا: وسّعوا عليه بطول عمره.

ودخل كثيّر على عبد العزيز بن مروان يعوده فقال له: لولا أن سرورك ما يتمّ بأن تسلم وأسقم أنا، لدعوت ربي أن يصرف ما بك إليّ؛ ولكن أسأل الله لك أيها الأمير العافية، ولي في كنفك النعمة. فضحك وأمر له بمال فخرج وهو يقول:

[الكامل]

ونعود سيّدنا وسيّد غيرنا ... ليت التّشكي كان بالعوّاد

لو كان يقبل فدية لفديته ... بالمصطفى من طار في وتلادي

وكتب آخر إلى عليل: [البسيط]

نبّئت أنك معتلّ فقلت لهم ... نفسي الفداء له من كلّ محذور

يا ليت علّته بي غير أنّ له ... أجر العليل وأنّي غير مأجور

***


(١) روي بطرق وأسانيد متعددة، أخرجه مسلم في البر حديث ٤٠، ٤٢، وأبو داود في الجنائز باب ٨، والترمذي في البر باب ٦٤، وابن ماجة في الجنائز باب ٢، وأحمد في المسند ١/ ١٢١، ١٣٨، ٢٣٩، ٣/ ٣٠٤، ٤٦٠، ٥/ ٢٤١، ٢٧٧، ٢٨١.
(٢) أخرجه البخاري في المرض باب ١٥، والترمذي في الجنائز باب ٢.
(٣) أخرجه مالك في العين حديث ١٧.
(٤) أخرجه الترمذي في الطب باب ٢٥، وابن ماجة في الجنائز باب ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>