للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قطعها فاز ونجا. والآفاق: نواحي الأرض، نظمه: ضمّه وجمعه سلك: خيط، الرّفاق:

جمع رفقة، وعنى بسلك الرفاق الطريق الذي ينتظمون فيه إذا أخذوا في السير، لأنهم يمشون فيه واحدا بعد واحد، فنظمهم الطريق، وصار لهم كالسلك. خفوق: اضطراب، وقد خفق خفقا وخفوقا، والإخفاق: الخيبة، ويقال: غدا فأخفق، إذا خاب، ومثله في الصائد: صاد فأروق. شحذ: حدّ وسن، وشحذ الرجل سيفه.، إذا ألحّ عليه بالتحديد، ومنه قولهم للملحّ في المسألة: شحاذ، والعامة تصحّفه فتقول: شحات، بالتاء. غرار:

حدّ. وأراد أنه لما عزم على الارتحال حدّ عزمته، أي عوّل على السفر يجدّ. والعزمة:

مصدر عزم إذا جدّ، وجعل لها حدا، مبالغة في تعجيل السفر. ظعن: ذهب وارتحل.

أزمة: جمع زمام، وهو حبل من جلود يشدّ به في حلقه مجعولة في وتد أنف البعير، فجعل تعلّق قلوب أصحابه به عند فراقه، وحنينهم إليه؛ كأنه قد ربطها بأزمّة وقادها معه، فمن روى «القلوب» عادت الهاء من «أزمّته» على السروجيّ، ومن روى «القلب» عادت على القلب أو على السروجيّ، والقلب لابن همام.

وقوله: «راقني»، أي أعجبني، وقد راق الشيء يروق روقا فهو رائق إذا أعجب، لاقني: لصق بي وصحبني. شاقني: شوقني. ساقني لوصاله: دعاني لصحبته، لاح:

ظهر، ندّ: فرّ وشرد. ندّ: مثل، والجمع أنداد، خلال: جمع خلّة الضم؛ وهي الصداقة، خلاله: جمع خلّة بالضم أيضا، وهي الخصلة. وهذا النّمط في وصف الصديق وغيبته بارع ولابن عمران في ذلك: [البسيط]

يا مرحبا بصديق لست أبصره ... إلّا تجدّد لي أنس بمرآه

وإن تغيّب عن عيني فلم أره ... فلي فؤاد بظهر الغيب يرعاه

***

واستسرّ عنّي حينا، لا أعرف له عرينا، ولا أحد عنه مبينا، فلمّا أبت من غربتي، إلى منبت شعبتي، حضرت دار كتبها التي هي منتدى المتأدّبين، وملتقى القاطنين منهم المتغرّبين، فدخل ذو لحية كثّة، وهيئة رثة، فسلم على الجلّاس، وجلس في أخريات النّاس.

***

استسرّ: غاب واختفى، وأصله من سرار الهلال في آخر الشهر وهو يستسرّ ليلة لا يظهر أو ليلتين، والعرين: بيت الأسد ومأواه، مبنيا: معلما به يبين لي أين استقرّ. أبت:

رجعت، منبت شعبتي، أي بلدة قرابتي التي نبتوا فيها، يريد البصرة. والشعبة: القرابة، دار كتبها: مدرسة العلم. منتدى: مجتمع القاطنين: الساكنين، وقطن بالمكان: أقام فيه، كثّة: كثيرة الأصول من غير طول.

<<  <  ج: ص:  >  >>