للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فحسنت سريرته رزق الهيبة في قلوبهم، وإذا بسطت يده لهم بالمعروف رزق المحبة منهم، وإذا أنصف الضعيف من القويّ قوّى الله سلطانه وإذا عدل مدّ في عمره» (١): وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم. «آفة الدين ولاة السوء، أيّما وال ولي شيئا من أمور المسلمين فلم ينصح لهم، ولم يجتهد كنصيحته وجهده لنفسه، كبّه الله تعالى على وجهه يوم القيامة».

وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ليس خيركم من ترك الدنيا للآخرة ولا الآخرة للدنيا، ولكن من أخذ من هذه وهذه».

الديان: المجازي وهو الله سبحانه وتعالى، لأنه يجزي العباد على أعمالهم.

وقال الإلبيريّ: [الكامل]

كل امرئ فيما يدين يدان ... سبحان من لم يخل منه مكان

يا عامر الدنيا ليسلكنها وما ... هي بالتي يبقى بها سكان

تفنى وتبقى الأرض بعدك مثل ما ... يبقى المناخ وترحل الركبان

أأسرّ في الدنيا بكلّ زيادة ... وزيادتي فيها هي النقصان

تهمل: تترك هملا. وجم: سكت غاضبا وامتقع وانتقع: تغيّر وذهب الدم من وجهه، ويقال في معناهما: انتقع واهتقع.

يتأفف: يقول: أف أف، وذلك فعل النادم المهموم. الزفرة: النفخة من الهمّ.

***

ثم عمد إلى الشّاكي فأشكاه، وإلى المشكوّ منه فأشجاه، وألطف الواعظ وحباه، واستدعى منه أن يغشاه، فانقلب عنه المظلوم منصورا، والظّالم محصورا، وبرز الواعظ يتهادى بين رفقته، ويتباهى بفوز صفقته. واعتقبته أخطو متقاصرا، وأريه لمحا باصرا.

فلمّا استشفّ ما أخفيه، وفطن لتقلّب طرفي فيه، قال: خير دليليك من أرشد، ثم اقترب منّي وأنشد: [الرجز]

أنا الذي تعرفه يا حارث ... حدث ملوك فكه منافث

أطرب ما لا تطرب المثالث ... طورا أخو جدّ، وطورا عابث

ما غيّرتني بعدك الحوادث ... ولا التحى عودي خطب كارث

ولا فرى حدّي ناب فارث ... بل مخلبي بكل صيد ضابث

وكل سرح فيه ذئبي عائث ... حتّى كأني للأنام وارث

* سامهم وحامهم ويافث*

***


(١) أخرجه أحمد في المسند ١/ ١٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>