وقال إسماعيل بن مسلمة أخو القعنبيّ: رأيت الحسين بن أبي جعفر بعبّادان في المنام، فقال لي: يعقوب ويونس بن أبي عبيد في الجنّة، فقلت: فعمرو بن عبيد، فقال:
في النار، ثم رأيته في الليلة الثانية والثالثة كذلك، فقلت له في الليلة الثالثة: فعمرو بن عبيد؟ فقال: في النار، كم أقول لك!
***
قوله: «هش» أي فرح. أمّ: قصد. الوعيد: التهديد. أغبى الورى: أجهل الناس به، قال المنصور: والله ما عزّ ذو باطل، ولو طلع في جبينه القمر، ولا ذلّ ذو حق ولو أصفق العالم عليه.
وفي معنى قوله: «وابغ رضا الله ... » البيت. أنّ ابن هبيرة شاور الحسن البصريّ، فقال: يا أبا سعيد، ما تقول في كتب تأتينا من عند يزيد بن عبد الملك، فيها بعض ما فيها، فإن أنفذتها خفت سخط الله، وإن لم أنفذها خفت على دمي. فقال الحسن: يا بن هبيرة، خف الله في يزيد، ولا تخف يزيد في الله، فإن الله مانعك من يزيد، ولا يمنعك يزيد من الله.
يا بن هبيرة، لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. فاعرض كتاب يزيد على كتاب الله سبحانه وتعالى، فما وافقه فنفذه، وما خالفه فلا تنفذه. فقال: صدقتني ورب الكعبة.
وشاور معاوية الأحنف في استخلاف يزيد، فسكت، فقال: ما لك لا تقول؟ فقال:
إن صدقناك أسخطناك، وإن كذبناك أسخطنا الله عز وجل، فسخطك أهون علينا من سخط الله تعالى. قال: صدقت.
وكتب أبو الدرداء إلى معاوية: أمّا بعد، فإنه من يلتمس رضا الله بسخط الناس كفاه الله مئونة الناس، ومن يلتمس رضا الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.
وكتبت إليه عائشة رضي الله تعالى عنها: أما بعد فإنه من يعمل بسخط الله تعالى يصير حامده من الناس ذامّا له. والسلام.
قوله: «أخدانه» أصحابه. ويسحب أردانه: يجرّ أذياله. استنشرنا: طلبنا أن ينشر لنا. والمدرجة: الورقة تكتب فيها الرسالة، ويدرج فيها الكتاب، وأضافها إلى الطيّ لأنّها تطوى على ما فيها من الكتاب، فكأنه قال مما أدرج في الورق من الكتاب وطوي عليه، يريد أنه أرسل فيه الرسائل إلى البلاد، فلم يعرف له موضع قرّ فيه وثبت. عاره: ذهب به وأتلفه.
ويكنون بالجراد عن الناس، فكأنه قال: ما يدري أيّ الناس ذهب به. ويقال:
عارت عينه، صارت عوراء، ووعرتها أنا: فقأتها؛ فكأنه ذهب كما تذهب العين وهذا بضعف. والله أعلم بالصواب.