للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا امتحن الدنيا لبيب تكشّفت ... له عن عدوّ في ثياب صديق (١)

وقال آخر: [السريع]

يا خاطب الدنيا إلى نفسه ... تنحّ عن خطبتها تسلم

إن الذي تخطب غدّارة ... قريبة العرس من المأتم

وقال أبو العرب الصقلي: [الوافر]

ولا يغررك منها حسن برد ... له علمان من علم الذّهاب

فأوّله رجاء من سراب ... وآخره رداء من تراب

وقال أبو العتاهية: [الرجز]

أصبحت الدنيا لنا فتنة ... والحمد لله على ذلكا (٢)

قد أجمع الناس على ذمّها ... وما أرى منهم لها تاركا

وله أيضا: [الوافر]

هي الدنيا إذا كملت ... وتمّ سرورها خذلت

وتفعل في الذين بقوا ... كما فيمن مضى فعلت

وقال المتنبي: [الخفيف]

أبدا تستردّ ما تهب الدّن ... يا فيا ليت جودها كان بخلا (٣)

وهي معشوقة على الغدر لا تح ... فظ عهدا ولا تتمّم وصلا

كلّ دمع يسيل منها عليها ... وبفك اليدين عنها تخلّي

شيم الغانيات فيها فلا أد ... ري لذا أنّث اسمها الناس أم لا

وله أيضا: [المتقارب]

فذي الدار أخون من مومس ... وأخدع من كفّة الحابل (٤)

تفانى الرجال على حبّها ... وما يحصلون على طائل

وقال المعري: [الطويل]

وجدنا أذى الدنيا لذيذا كأنما ... جنى النحل أصناف الشقاء الذي نجني

على أم دفر غضبة الله إنّها ... لأجدر أنثى أن تخون وأن تخني

كعاب دجاها فرعها ونهارها ... محيّا لها قامت له الشّمس بالحسن


(١) البيت في ديوان أبي نواس ص ١٩٢.
(٢) البيتان في ديوان أبي العتاهية ص ١٨٦.
(٣) الأبيات في ديوان المتنبي ٣/ ١٣١.
(٤) البيتان في ديوان المتنبي ٣/ ٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>