للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كأنّ بنيها يولدون وما لها ... حليل فتخشى العار إن سمحت بابن

وقال ابن عبد ربه: [الطويل]

ألا إنّما الدّنيا غضارة أيكة ... إذا اخضرّ منها جانب جفّ جانب

هي الدار ما الآمال إلا فجائع ... عليها ولا اللذات إلا مصائب

فلا تكتحل عيناك فيها بعبرة ... على ذاهب منها فإنّك ذاهب

وقال أبو العتاهية: [الطويل]

رضيت بذي الدنيا ككل مكاثر ... ملحّ على الدنيا وكل مفاخر

ألم ترها ترقيه حتى إذا سما ... فرت حلقه منها بشفرة جازر

وقال أبو بكر البلويّ: [السريع]

إنّ الذي أصبح لا والد ... له على الأرض ولا والده

قد مات من قبلهما آدم ... فأيّ نفس بعده خالده

إن جئت أرضا أهلها كلّهم ... عور فغمّض عينك الواحدة

وقال ابن عمران: [السريع]

أفّ لدنيا قد شغفنا بها ... جهلا وعقل للهوى متبع

فتّانة تخدع طلّابها ... فلا تكن ممّن بها ينخدع

أضغاث أحلام إذا حصّلت ... أو كوميض البرق منها لمع

وقال ابن قاضي ميلة: [المتقارب]

لدنياك نور ولكنه ... ظلام يحار به المبصر

فإن عشت فيها على أنها ... كما قيل قنطرة تعبر

فلا تعمرنّ بها منزلا ... فإن الخراب لما تعمر

ولا تذخرنّ خلاف التقى ... فتفنى ويبقى الذي تذخر

ابن عمران: واعلم أن الإنسان لا يحب شيئا إلا أن يجانسه في بعض طباعه، وإن الدنيا جانست الإنسان في بعض طبائعه فأحبّها بكله.

وقال: [الطويل]

نراع لذكر الموت في حال ذكره ... وتعترض الدنيا فنلهو ونلعب

ونحن بنو الدنيا خلقنا لغيرها ... وما كنت منه فهو شيء محبّب

وقال إبراهيم بن أدهم: [الطويل]

نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا ... فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع

<<  <  ج: ص:  >  >>