وللشريف الرضي: [الكامل]
يا صاحب القلب الصحيح أما اشتفي ... ألم الهوى من قلبي المصدوع (١)
أأسأت بالمشتاق حين ملكته ... وجزيت فرط نزاعه بنزوع
وتركتني ظمآن أرشف غلّتي ... وأسفي على ذاك اللّمى الممنوع
قلبي وطرفي منك هذا في حمى ... قيظ وهذا في رياض ربيع
كم ليلة جرّعته في طولها ... مضض الملام ومؤلم التقريع
تفلي أنامله التراب تعلّلا ... وأناملي في سنّي المقروع
أبكي ويبسم والدّجى ما بيننا ... حتى أضاء بثغره ودموعي
قمر إذا استعجلته بعتابه ... لبس الغروب فلم يعد لطلوع
لو حيث يستمع السرار وقفتما ... لعجبتما من عزّه وخضوعي
أعزز عليّ إذا امتلأت من الكرى ... أنّي أبيت بليلة الملسوع
وللوزير ابن المغربي: [الكامل]
دنف بمصر وبالعراق طبيبه ... يضنيه طول بعاده ويذيبه
ما ناله إلا الذي هو أهله ... إذ غاب عن بلد وفيه حبيبه
لزم السّهاد تحيّرا وتلدّدا ... وتأسفا إذ أوبقته ذنوبه
زعم الفراق دعا به فأجابه ... ونعم دعاه فلا أراه يجيبه
وله أيضا: [مجزوء الكامل]
ولقد أراه في الغدي ... ر يشقه من جانبيه
والماء مثل السيف وهـ ... وفرنده في صفحتيه
صبغت بياض النيل حم ... رة وردة في وجنتيه
ولابن الزقاق: [الطويل]
تمنّيت من أهوى به وهو قاتلي ... وربّ منى للمرء فيها مناياه
قسا فرماني عن قسيّ حواجب ... تنوب لها دأبا عن الرشق عيناه
أذلنا دماء في هواه وأدمعا ... وضنّ لنا ظلما بظلم ثناياه
فما برح الشّوق المبرّح ساميا ... لأحوى حوى كلّ المحاسن مرآه
فمنظره والثّغر منه وعرفه ... وقامته والرّدف منه وخدّاه
(١) الأبيات في ديوان الشريف الرضي ١/ ٤٩٧.