للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لشمس الضحى والدّرّ والمسك نفحة ... وغصن النقا والدّعص والورد أشباه

وقال أيضا رحمه الله تعالى: [الكامل]

ومهفهف نبت الشّقيق بخدّه ... واهتزّ أملود النّقا في برده

ماء الشبيبة والجمال أرقّ من ... صقل الحسام المنتضى وفرنده

يحيي الأنام بلمحة من وصله ... من بعد ما وردوا الحمام بصدّه

إن كنت أهديت الفؤاد له فقل ... أيّ الجوى لجوانحي لم يهده

وقال أيضا: [المتقارب]

أرقّ نسيم الصّبا عرفه ... وراق قضيب النقا عطفه

ومرّ بنا يتهادى وقد ... نضا سيف أجفانه طرفه

ومدّ لمبسمه راحة ... فخلت الأقاح دنا قطفه

أشار لتقبيلها في السّلام ... فقال فمي ليتني كفّه

ولإدريس بن اليماني: [الطويل]

وذي لعس للأقحوان ثناياه ... وللورد خدّاه وللآس صدغاه

وللسّوسن الريّان صفحة خدّه ... وللظّبي عيناه وللمسك ريّاه

فريد جمال تمّ لي توأم الهوى ... به ولكلّ العاشقين فرداه

ولبعض أصحابنا: [الخفيف]

كفّ عني الملام يا من يلوم ... إنّ لوم الشجيّ في الحبّ لوم

جلّ همي بأن أهيم حياتي ... صغرت همة امرئ لا يهيم

أبدا أطلب الغرام مجدّا ... فكأني إلى الغرام غريم

إن ربما رمت برامة قلبي ... مقلتاه حبّي له لا يريم

صحّ حبّي واعتلّ جسمي فحسبي ... أنّ كلّي إلى هواه سقيم

وكلّ ما تضمنت هذه الجملة مع قطعة الحريري من التذلّل والخضوع إلى المجبوب، فهو حكم الباب، والمجمع عليه عند ذوي الألباب. إلا قوله: «وغيري يجتني رشف ثغره»، فإن أكثر أهل هذا الشأن يأبون أن يكون المحبوب بين عاشقين، وينسبون محبّة إلى خساسة الهمة، ويعتدونها على المحبوب من أكبر التهمة، قال امرؤ القيس:

[الكامل]

إني بحبلك واصل حبلي ... وبريش نبلك رائش نبلي (١)


(١) البيتان لامرئ القيس في ديوانه ص ٢٣٩، والبيت الأول لامرئ القيس في شرح أبيات سيبويه ١/-

<<  <  ج: ص:  >  >>