للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شققت به الظلماء أدني عنانه ... فيطغى وأرخيه مرارا فيلعب

وأصرع أيّ الوحوش قفّيته به ... وأنزل عنه مثله حين أركب

وما الخيل إلّا كالصديق قليلة ... وإن كثرت في عين من لا يجرّب

إذا لم تعاين غير حسن شياتها ... وأعضائها فالحسن عنك مغيّب

وقال ابن نباتة يصف فرسا أغرّ حمله سيف الدولة عليه: [الكامل]

قد جاءنا الطّرف الذي أهديته ... هاديه يعقد أرضه بسمائه (١)

تختال منه على أغرّ محجل ... ماء الدياجي قطرة من مائه

وكأنما لطم الصباح جبينه ... فاقتصّ منه فخاض في أحشائه

لا تعلق الألحاظ في أعطافه ... إلا إذا كفكفت من غلوائه

وقال أيضا: [الوافر]

وأدهم يستمدّ الليل منه ... وتطلع بين عينيه الثريا

سرى خلف الصباح يطير مشيا ... ويطوي خلفه الأفلاك طيّا

فلما خاف وشك الفوت منه ... تشبّث بالقوائم والمحيّا

وقال أبو منصور، يخاطب أبا الفضل الميكالي: [الكامل]

يا مهدي الطّرف الجواد كأنما ... قد أنعلوه بالرياح الأربع

لا شيء أسرع منه إلا خاطري ... في شكر نائلك اللطيف الموقع

ولو أنني أنصفت في إكرامه ... لجلال مهديه الكريم الأروع

أقضمته حبّ القلوب لحبّه ... وجعلت مربطه سواد الأدمع

وخلعت ثم قطعت غير مضيّق ... برد الشباب لجلّه والبرقع

وقال القسطلي: [الكامل]

سامي التّليل كأنّ عقد عذاره ... في رأس غصن البانة الميّاد

يهدي بمثل الفرقدين وناب عن ... رعي السّماك بقلبه الوقاد

فكأنما أطأ الأباطح والرّبا ... بعقاب شاهقة وحيّة واد

وكأنما من تحت سوطي خارجا ... في الرّوع شعلة قادح بزناد

ولأبي تمام الأندلسي: [الكامل].

وأقبّ تتّقد البروق إذا جرى ... من غيظها حسدا بأن لم تلحق


(١) الأبيات لابن نباتة السعيدي في نهاية الأرب ١٠/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>