للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنّه أبدع في التشبيه، المودع فيه.

***

قوله: «هل عثرت»، معناه اطّلعت. لمحته: نظرته. بديع: معنى لم يسبق غيره إليه من تشبيه أو تجنيس وشبههما ممّا ذكر من صنع البديع في [المقامة] الثالثة والعشرين.

والبدع: إحداث الشيء قبل أن يكون أولا، والبدعة: ما ابتدع من الدّين، والبديع:

المحدث العجيب، وأبدع الرجل: أتى ببديع من قول أو فعل، وأبدع الله الأشياء وابتدعها: خلقها بلا مثال. استملحته: وجدته مليحا. يبسم: يبدي بعض أسنانه عند الضحك. لؤلؤ: جوهر شبّه به الأسنان. وهذا البيت من شعره، وقبله: [السريع]

بات نديما لي حتّى الصّباح ... أغيد مجدول مكان الوشاح (١)

فبتّ أفديه ولا أرعوي ... لنهي ناه عنه أو لحي لاح

أمزج كأسي بجنى ريقه ... وإنما أمزج راحا براح

كأنما يبسم ... البيت.

وبعده: [السريع]

سحر العيون النّجل مستهلك ... لبّي، وتوريد الخدود الملاح

قل لأبي نوح شقيق العلا ... ومعدن الجود، وترب السّماح

أعوذ بالفضل الجميل الّذي ... عوّدتني، والنائل المستماح

من أن تصدّ الطّرف عنّي وأن ... أخيب في جدواك بعد النّجاح

أشمتّ حسّادي وأخرجتني ... عن سيبك المغدى عليّ المراح

فهل لأنس بان من عودة ... أم هل لحال فسدت من صلاح

لست على سخطك جلد القوى ... ولا على هجرك شاكي السّلاح

قوله: «المودع»: المضمّن، وأودع الشيء: صيّره وديعة.

***

فقال له: يا للعجب، ولضيعة الأدب! لقد استسمنت ذا ورم، ونفخت في غير ضرم! أين أنت من البيت النّدر، الجامع مشبّهات الثّغر! وأنشد: [البسيط]

نفسي الفداء لثغر رق مبسمه ... وزانه شنب ناهيك من شنب

يفترّ عن لؤلؤ رطب وعن برد ... وعن أقاح وعن طلع وعن حبب

***


(١) الأبيات في ديوان البحتري ص ٤٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>