للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبدى مقابح كل شي ... ن ومحا محاسن كلّ زين

فإذا رأيت الغانيا ... ت رأين منك غراب بين

ولربما نافسن في ... ك وكنّ طوعا لليدين

أيام همّتك الشبا ... ب وأنت سهل العارضين

الفنجديهي: من أحسن ما سمعت في هذا المعنى قول ابن البياضي، رحمه الله تعالى: [الكامل]

عرض المشيب بعارضيّ فأعرضوا ... وتقوّضت خيم الشباب فقوّضوا

فكأنّ في الليل البهيم توسّطوا ... حفرا وفي الصبح المنير تقبّضوا

ولقد رأيت وما رأيت بمثله ... بينا غراب البين فيه أبيض

وقال حبيب وزاد في الشيب نقاء الخد: [الكامل]

راحت غواني الحيّ عنك غوانيا ... يلبسن نأيا تارة وصدودا (١)

من كلّ سابغة الشباب إذا بدت ... تركت عميد القريتين عميدا

أزرين بالمرد الغطارف بدّنا ... غيدا ألفتهم لدانا جيدا

أحلى الرجال من النساء مواقعا ... من كان أشبههم بهنّ خدودا

حتى إذا ما الشعر سوّد وجهه ... عاد المسوّد بينهنّ مسودا

هذا من قول الأعشى: [الكامل]

وأرى الغواني لا يواصلن امرأ ... فقد الشباب وقد يصلن الأمردا (٢)

ولحبيب- وروي لأبي دلف: [الكامل]

نظرت إليّ بعين من لم يعدل ... لمّا تمكّن طرفها من مقتلي

لما رأت وضح المشيب بلحيتي ... صدّت صدود مفارق متحمّل

فجعلت أطلب وصلها بتلطّف ... والشّيب يغمزها بألّا تفعل

وقال محمد بن أمية: [الطويل]

رأين الغواني الشّيب لاح بعارضي ... فأعرضن عنّي بالخدود النّواضر

وكنّ إذا أبصرنني أو سمعنني ... دنون فرفّعن الكوى بالمحاجر


(١) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٨٧.
(٢) البيت في ديوان الأعشى ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>