الوجه الثاني: أن تنصبهما جميعا، ويكون تقدير الكلام: إن كان عمله خيرا فهو يجزى خيرا، وإن كان عمله شرّا فهو يجزى شرّا؛ فينتصب الأوّل على أنه خبر «كان» وينتصب الثاني انتصاب المفعول به.
والوجه الثالث: أن ترفعهما جميعا، ويكون تقدير الكلام: إن كان في عمله خير فجزاؤه خير، فيرتفع «خير» الأوّل على أنه اسم «كان» ويرتفع «خير» الثاني على ما بيّن في شرح الوجه الأول.
وقد يجوز أن يرتفع «خير» الأول على أنه فاعل «كان» وتجعل «كان» المقدّرة هاهنا هي التامّة التي تأتي بمعنى حدث ووقع، فلا تحتاج إلى خبر كقوله تعالى: وَإِنْ كانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلى مَيْسَرَةٍ [البقرة: ٢٨٠]، ويكون التقدير في المسألة: إن كان خير فجزاؤه خير، أي إن حدث خير فجزاؤه خير.
والوجه الرابع: وهو أضعفها أن ترفع الأوّل على ما تقدّم شرحه في الوجه الثالث، وتنصب الثاني على ما بيّن ذكره في الوجه الثاني، ويكونالتقدير: إن كان في عمله خير فهو يجزى خيرا، وعلى حسب هذا التقدير والمقدّرات المحذوفات فيه يجري إعراب البيت الذي غنّي به. ومما ينتظم في هذا السّلك قولهم: المرء مقتول بما قتل به؛ إن سيفا فسيف، وإن خنجرا فخنجر.
وأما الكلمة التي هي حرف محبوب أو اسم لما فيه حرف حلوب، فهي «نعم»، إن أردت بها تصديق الأخبار أو العدة عند السؤال فهي حرف، وإن عنيت بها الإبل فهي اسم. والنّعم تذكر وتؤنث وتطلق على الإبل وعلى كلّ ماشية فيها إبل. وفي الإبل الحرف وهي الناقة الضامرة، سمّيت حرفا تشبيها لها بحرف السيف. وقيل: إنها الضخمة تشبيها لها بحرف الجبل.
وأما الاسم المتردد بين فرد حازم وجمع ملازم، فهو: سراويل، قال بعضهم: هو واحد وجمعه سراويلات، فعلى هذا القول هو فرد، وكنى عن ضمّه الخصر بأنّه حازم.
وقال آخرون: بل هو جمع، واحده سروال، مثل: شملال وشماليل، وسربال وسرابيل، فهو على هذا القول جمع.
ومعنى قوله: ملازم، أي لا ينصرف؛ وإنما لم ينصرف هذا النوع من الجمع، وهو كلّ جمع ثالثه ألف وبعدها حرف مشدّد، أو حرفان أو ثلاثة أوسطها ساكن لثقله وتفرّده دون غيره من الجموع بأن لا نظير له في الأسماء والآحاد، وقد كني في هذه الأحجية عمّا لا ينصرف بالملازم، كما كني في التي قبلها عمّا ينصرف باللازم.
***
وأما الهاء التي إذا التحقت أماطت الثقل، وأطلقت المعتقل، فهي الهاء اللاحقة