سائر النهار، يقال: فلان أهجر من فلان، إذا كان أضخم منه. لهب: نار.
وشهري ناجر: يونيه ويوليه، وهما أشد الحرّ. قال الأزهريّ: هما حزيران وتمّوز، النّجران: العطشان. ابن سيده: ظن قوم أنهما حزيران وتموز، وهذا غلط، وإنما هما وقت طلوع نجمين من نجوم القيظ.
الليث: كل شهر في صميم الحرّ فاسمه ناجر، لأن الإبل تنجرّ فيه، أي تشتدّ عطشا حتى تيبس جلودها، فلا تكاد تروي من الماء.
هجع: رقد. وارتفقت: توكأت على مرفقي. السّنة: النوم القليل. زمّت: ربطت ومنعت. فأولج: دخل. تبلّج: أضاء وظهر. المسرج: الفرس عليه سرجه.
***
فبتّ بليلة نابغيّة، وأحزان يعقوبيّة، أساور الوجوم، وأساهر النّجوم، أفكّر تارة في رجلتي، وأخرى في رجعتي، إلى أن وضح لي عند افترار ثغر الضّوء في وجه الجوّ، راكب يخد في الدّوّ، فألمعت إليه بثوبي، ورجوت أن يعرّج إلى صوبي، فلم يعبأ بإلماعي، ولا أوى لالتياعي، بل سار على هينته، وأصماني بسهم إهانته، فأوفضت إليه لأستردفه، وأحتمل تغطرفه. فلمّا أدركته بعد الأين، وأجلت فيه مسرح العين، وجدت ناقتي مطيته، وضالّتي لقطته، فما كذّبت أن أذريته عن سنامها، وجاذبته طرف زمامها، وقلت له: أنا صاحبها ومضلّها، ولي رسلها ونسلها، فلا تكن كأشعب، فتتعب وتتعب.
***
أساور: أواثب. الوجوم: السكوت على غيظ، والمعنى: أنّ الغيظ إذا اشتدّ عليه عالج كظمه ودفعه عن نفسه، فكأنه يواثبه. أساهر: أسامر، والسهر امتناع النوم. الرّجلة، بضم الراء: القدرة على المشي، ورجل يرجل رجلا ورجلة، إذا مشى في السفر وحده بلا دابة. وضح: تبيّن. افترار: انكشاف، وافترّ كشف أسنانه عند الضحك. يخد:
يسرع. الدوّ: الصحراء، والراكب: من يركب البعير. والجوّ: نواحي السماء. يعرّج إلى صوبي: يميل إلى جهتي وقصدي. يعبأ: يبال. إلماعي: إشارتي، وهو مصدر ألمعت إليك، أي أشرت إليك، فإذا بعد عنك الرجل فلم يسمع صوتك جردت ثوبك وأشرت إليه، والإشارة بالثوب هي الإلماع. أوى: أشفق. التياعي: تحرّقي وتوجعي. هينته: