وكلم الأوصال، ولا سرّ إلا وساء، ولؤم وأساء، ولا أصحّ إلّا ولّد الدّاء، وروّع الأودّاء.
الله الله، رعاكم الله! إلام مداومة اللهو، وموصلة السّهو، وطول الإصرار، وحمل الآصار، واطّراح كلام الحكماء، ومعاصاة إله السّماء!
***
همّه: مراده. سك المسامع: قطع الآذان، وقد سك أذنه، إذا استأصلها بالقطع، والمقطوع الأذن، يقال له: أسكّ، وسككت الشيء فاستكّ، أي سددته فانسدّ. سحّ:
صبّ. إكداء: قطع ومنع. إرداء: إهلاك. الرعاع: سقط الناس. المسود: من ليس بسيّد. المطاع: الذي يقول ما أراد فيطاع ولا يعصى، الأساود: الحيّات. والآساد: جمع أسد. موّل: أعطى مالا. مال: انحرف وخرج عن طريقه. عكس: قلب. الآمال: جمع أمل وهو الرجاء، وقال مسلم بن الوليد: [البسيط]
الدّهر آخذ ما أعطى مكدّر ما ... أصفى ومفسد ما أهوى له بيد
فلا يغرّنك من دهر عطيّته ... فليس يترك ما أعطى على أحد
وقال أبو تمام: [الطويل]
أقول لنفسي حين مالت بصفوها ... إلى خطرات قد نتجن أمانيا (١)
فهبني من الدنيا ظفرت بكلّ ما ... تمنّيت أو أعطيت فوق منائيا
أليس اللّيالي غاصباتي مهجتي ... كما غصبت قبلي القرون الخواليا
قوله: صال: صاح وهدر. كلم: جرح. الأوصال: المفاصل، وهو موصّل عظم عضو في عضو. لؤم: صار لئيما. روّع الأودّاء: أفزع الأحباب. السّهو:
الغلط. الإصرار: الإقامة على الذنب. الآصار: الأثقال، يريد إثقال الذنوب.
اطّراح: ترك ورمي.
***
أما الهرم حصادكم، والمدر مهادكم! أما الحمام مدرككم، والصّراط مسلككم. أما السّاعة موعدكم، والسّاهرة موردكم! أما أهوال الطّامّة لكم مرصدة! أما دار العصاة الحطمة المؤصدة، حارسهم مالك، ورواؤهم حالك، وطعامهم السّموم، وهواؤهم السّموم. لا مال أسعدهم ولا ولد، ولا عدد حماهم ولا عدد.
(١) الأبيات في ديوان أبي تمام ص ٤٨٤.