للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال: ما هذا الفكر المرمض، والرّوع المومض؟ فإن يكن فكرك في أجلي، من أجلي؛ فأنا الآن أرتع وأطفر، وأقوي هذه البقعة منّي وأقفر، وكم مثلها فارقتها وهي تصفر؛ وإن يكن نظرا لنفسك، وحذرا من حبسك، فتناول فضالة الخبيص؛ وطب نفسا عن القميص؛ حتّى تأمن المستعدي والمعدي، ويتمهّد لك المقام بعدي؛ وإلا فالمفرّ المفرّ؛ قبل أن تسحب وتجرّ: ثم عمد لاستخراج ما في البيوت، من الأكياس والتخوت. وجعل يستخلص خالصة كلّ مخزون، ونخبة كلّ مذروع وموزون؛ حتى غادر ما ألغاه فخّه، كعظم استخرج مخّه.

***

صيّور: آمال ورجوع، أي ما يصير إليه أمره. عدوى عرّه، أي انتقال ضرره، والعرّ: الجرب، والعدوى انتقال المرض إلى الصحيح، ومعناه عند العرب: إذا كان الجرب بواحدة من الإبل سرى في غيرها، وفي الصحيح قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «لا عدوى ولا طيرة ولا صفر ولا هامة، ولا يورد ممرض على مصحّ». فقال أعرابي: يا رسول الله، فما بال الإبل التي تكون في الرمل، كأنّها الظباء فيجيء البعير الأجرب فيدخل فيها فيجربها كلّها؟ وقال فمن أعدى الأوّل. وقال النابغة: [الطويل]

فلا تتركنّي بالوعيد كأنني ... إلى الناس مطليّ به القار أجرب (١)

فأراد أنّه خاف أن يؤخذ بذنب السّروجيّ. شعاعا: متفرقة في كلّ جهة، يقال نفس شعاع، أي تفرقت همّتها، ورأي شعاع، أي متفرّق. والفرائص: جمع فريصة، وهي بضعة عند الكبد ترعد عند الفزع، قال امرؤ القيس: [الطويل]

* وترعد منهنّ الكلى والفريص* (٢)

ارتياعا: فزعا. استطاره فرقي: انتشار فزعي. واستشاطة: التهاب واحتراق.

المرمض: المحرق، وهو من لفظ الرّمضاء. والرّوع: الفزع. المومض: الذي يدع صاحبه مبهوتا شاخص البصر من شدته، وأومضت المرأة بعينها إذا برقت. الأجل،


(١) البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٧٣، وأدب الكاتب ص ٥٠٦، والأزهية ص ٢٧٣، والجنى الداني ص ٣٨٧، وخزانة الأدب ٩/ ٤٦٥، والدرر ٤/ ١٠١، وشرح شواهد المغني ص ٢٢٣، ولسان العرب (إلى)، وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص ٧٩٨، وجواهر الأدب ص ٣٤٣، ورصف المباني ص ٨٣، وشرح الأشموني ٢/ ٢٨٩، ومغني اللبيب ص ٧٥، وهمع الهوامع ٢/ ٢٠.
(٢) صدره:
فيشربن أنفاسا وهنّ خوالف
والبيت في ديوان امرئ القيس ص ١٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>