كيف حالك؟ قال: أسأل الناس إلحافا فيعطوني كرها، فلا يؤجرون على ما يعطوني، ولا يبارك لي فيما آخذ، والعمر بين ذلك فان، والأجل قريب والأمل بعيد.
سأل أعرابي رجلا يكنى أبا عمرو عند داره، فقال: يرزقك الله، فعاد إليه يوما آخر فقال بمثل ما قال أمس وتنحنح، ففلتت منه ضرطة، فقال الأعرابيّ:[الرجز]
إن أبا عمرو لمكبوس الوسط ... إذا سألناه تمطّى وضرط
* إعطاؤه: يرزقك الله فقط*
قوله: أشهد أن لا إله إلا الله، أي أعلم وأبين، ومنه: شهد الله، أي أعلم وبيّن أنه لا إله إلّا هو، ومنه: شهد الشاهد عند الحاكم، أي بيّن له ما عنده وأعلمه الخبر.
يمحق: يزيل ويستأصل. الربا: الحرام وأصله الزيادة. ويربي: يزيد ويكثر، أي يضعفها له.
***
وأشهد أنّ محمدا عبده الرّحيم، ورسوله الكريم، ابتعثه لينسخ الظّلمة بالضّياء، وينتصف للفقراء من الأغنياء، فرفق صلّى الله عليه وسلّم بالمسكين، وخفض جناحه للمستكين، وفرض الحقوق في أموال المثرين، وبيّن ما يجب للمقلّين على المكثرين، صلّى الله عليه صلاة تحظيه بالزّلفة، وعلى أصفيائه أهل الصّفة. أما بعد: فإن الله تعالى شرع النّكاح لتتعفّفوا، وسنّ التّناسل لكي تتضاعفوا، فقال سبحانه: يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا [الحجرات: ١٣] وهذا أبو الدّرّاج، ولّاج ابن خرّاج، ذو الوجه الوقاح، والإفك الصّراح، والهرير والصّياح، والإبرام والإلحاح، يخطب سليطة أهلها، وشريطة بعلها؛ قنبس بنت أبي العنبس، لما بلغه من التحافها بإلحافها، وإسرافها في إسفافها، وانكماشها على معاشها، وانتعاشها عند هراشها. وقد بذل من الصّداق شلّاقا وعكّازا، وصقاعا وكرّازا، فأنكحوه إنكاح مثله، وصلوا حبلكم بحبله، وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [الإسراء: ٢٤].
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، وأسأله أن يكثر في المصاطب نسلكم، ويحرس من المعاطب شملكم.
***
ينسخ: يزيل. المسكين: الضعيف الذليل. وخفض جناحه: ألان جانبه، فهو مثل للإشفاق والحنان، وأصله أنّ الطائر إنما يخفض جناحه على فراخه، ويلحفها به شفقة