وإذا أظهرت شيئا حسنا ... فليكن أحسن منه ما تسر
فمسرّ الخير موسوم به ... ومسرّ الشرّ موسوم بشر
وقال يحيى بن أكثم: [الطويل]
يقول لي القاضي معاذ مشاورا ... وولّى امرأ فيما يرى من ذوي الفضل
بعيشك ماذا تحسب المرء فاعلا ... فقلت وماذا يفعل الذئب في النّحل!
يدقّ خلاياها ويأكل شهدها ... ويترك للزّبّال ما كان من فضل
وأنشد الفرزدق: [الوافر]
رئيس السوق محمود السّجايا ... يقصّر عن مدائحه البليغ
نسمّيه بيحيى وهو ميت ... كما أن السليم هو اللديغ
يعاف الورد إن ظمئت حشاه ... وفي مال اليتيم له ولوغ
وللأبيض في الفقهاء المرائين:
أهل الرياء لبستم ناموسكم ... كالذئب يدلج في الظلام العاتم
فملكتم الدنيا بمذهب مالك ... وقسمتم الأموال بابن القاسم
وركبتم شهب البغال بأشهب ... وبأصبغ صبغت لكم في العالم
وله في نحوه أيضا: [الكامل]
قل للإمام سنا الأئمة مالك ... نور العيون ونزهة الأسماع
لله درّك من همام ماجد ... قد كنت راعينا فنعم الرّاعي
فمضيت محمود النّقيبة طاهرا ... وتركتنا قنصا لشرّ سباع
أكلوا بك الدنيا وأنت بمعزل ... طاوي الحشى متكفّت الأضلاع
تشكوك دنيا لم تزل بك برّة ... ماذا رفعت بها من الأوضاع!
وفي الإسرائيليات: جاءت عصفورة، فوقفت على فخّ، فقالت له: ما لي أراك منحنيا؟ قال: لكثرة صلاتي انحنيت، قالت: فما لي أراك بادية عظامك؟ قال: لكثرة صيامي بدت عظامي، قالت: فما هذا الصوف عليك؟ قال: لزهادتي لبست الصوف، قالت: فما هذه الحبّة في يدك؟ قال: قربان إن مرّ بي مسكين ناولته إيّاها، قالت: فإني مسكينة، قال: خذيها فقبضت على الحبة، فإذا الفخ في عنقها، فصاحت: قعي قعي.
تفسيره: لا غرني مراء بعدك أبدا.
قال الشاعر: [مخلع البسيط]
نعوذ بالله من أناس ... تشيّخوا قبل أن يشيخوا