للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سريت فبات اللّيل من قصر بها ... يطير وما غير السرور جناح

وبتّ وقد زارت بأنعم ليلة ... يعانقني حتى الصّباح صباح

على عاتقي من ساعديها خمائل ... وفي خصرها من ساعديّ وشاح

ونظير هذا قول برهون الغرناطيّ: [البسيط]

لله درّ ليال ما أحيسنها ... وما أحيسن منها ليلة الأحد

لو كنت حاضرنا فيها وقد غفلت ... عين الرقيب فلم تنظر إلى أحد

أبصرت شمس الضّحي في ساعدي قمر ... ريم موسّدة في ساعدي أسد

وقال ابن قاضي ميلة: [الكامل]

حيث التقى أسد العرين وظبية ... تحت اللحاف وصارم وسوار

قالت أرى بيني وبينك ثالثا ... ولقد عهدتك للدخيل تغار

أأمنت نشر حديثنا فأجبتها ... هذا الذي تطوى له الأسرار

أخذ هذا من قول امرئ القيس: [الطويل]

تجافى عن المأثور بيني وبينها ... وتدني عليّ السّابريّ المضلّعا (١)

يعني بالمأثور السيف.

قوله: الدّنف: المريض. يزاملني: يرادفني، والزّميل: الرّديف نبا. ارتفع وامتنع.

أحتقب: أركب موضع الحقيبة، وهي ما يعلّق خلف الراكب، فيريد أنه حلف ألّا يكون رديفا، ويريد باحتقب أتّخذ حقيبة للزّاد، يريد أنه لا يحمل زادا اتكالا على ما عند الله تعالى. أعتقب: أركب عقبة يعني نوبة، وهما يعتقبان ويتعاقبان، إذا ركب أحدهما فجاء الآخر فكان مكانه، والاعتقاب: ركوب واحد ونزول آخر.

ولحاتم في المعنى: [الطويل]

وما أنا بالساعي بفضل زمامها ... لتشرب ماء الحوض قبل الركائب (٢)

وما أنا بالطّاوي حقيبة رحلها ... لأبعثها خفا وأنزل صاحبي

إذا كنت ربّا للقلوص فلا تدع ... رفيقك يمشي حلفها غير راكب

أنخها فأردفه فإن حملتكما ... فذاك وإن كان العقاب فعاقب


(١) البيت في ديوان امرئ القيس ص ٢٤٢، وأساس البلاغة (ضلع)، وتاج العروس (ضلع)، وبلا نسبة في كتاب العين ١/ ٢٨٠.
(٢) الأبيات في ديوان حاتم الطائي ص ١١٨، والبيت الثاني في أساس البلاغة (حقب)، وفيه «وأترك صاحبي» بدل «وأنزل صاحبي».

<<  <  ج: ص:  >  >>