للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحادثات وإن أصابك بؤسها ... فهو الذي أنباك كيف نعيمها (١)

الحسود: المتمنّي إهلاك مالك، وإذا رأى لك خيرا تمنّى إزالته، يريد أن الحسود اتّبع ما له بالعين حتى أهلكه، وقلّما يوجد الذي يرمي بالعين إلا حسودا. انتياب: نزول وقصود. النّوب: النوازل. قوله، «صفرت»، أي خلت من الدراهم الراحة: باطن الكف.

قرعت: خلت من المال وصارت قرعاء. والساحة: فناء الدار، والساحة عند العرب:

الرّحبة التي تحلّق بها البيوت، وأراد أنّها خلت من الإبل والبقر والغنم وغير ذلك. غار المنبع: جفّ الماء النابع، والمنبع: موضع النّبع. المربع: المنزل في الربيع. ونبا:

بأهله: وجد نبوة، أي ارتفاعا غير وطئ فلم تمكن الإقامة فيه. أقوى: خلا. المجمع:

موضع الاجتماع. أقضّ: خشن وصار فيه القضض، وهي الحجارة. والمضجع: موضع رقاده، وأخذه من قول أبي ذؤيب: [الكامل]

أم ما لجنبك لا يلائم مضجعا ... إلّا أقضّ عليه ذاك المضجع (٢)

وكنى بهذه الألفاظ عن تغيّر الأحوال وذهاب الملل.

وساق الكلام مساق حكايات الأعراب؛ منها أنّ أعرابيا وقف بقوم، فقال: أشكو إليكم أيّها الملأ زمانا أناخ عليّ بكلكله بعد نعمة من البال، وثروة من المال، وغبطة من الحال، أصماني جديداه بنبل مصائبه، عن قسيّ نوائبه، فما ترك لي راغية أجتدي ضرعها، ولا ثاغية أرتجي نفعها، فهل فيكم من معين على صرفه، أو معد على حتفه!

وقد ذكرنا منها جملة في الثالثة والثلاثين. وحكى أبو عليّ في نوادره حكاية عن أبي زيد اللغويّ على لسان أعرابيّ يشبه كلام الحريريّ هنا في سياقه وكثير من الألفاظ، فيقول: إنّ المنبع الذي كنا نعيش به نحن وأموالنا قد ذهب، فهلكنا بذهابه. والمربع:

وهو موضع الخصب، صار نبوة لا ينبت شيئا، فلم تجد الإبل ما ترعاه فهلكت، وإذا هلك المال هلك صاحبه، والمجالس الّتي كنا نجتمع فيها، هلك أهلها فخلت، ومضجعنا الذي كان موطّأ بالفرش أقضّ فامتنع من الإضجاع عليه.

قوله: «استحالت، تغيّرت». وحال الرجل: ما هو عليه من خير أو شرّ أو غنى أو فقر، والحال أيضا: المال. أعول: بكى، وعيال الرّجل: من يفتقر إليه في مئونته ونفقته، واحدهم عيّل. المرابط: المواضع التي تربط فيها الخيل وتحبس. الغابط: الذي يتمنّى مثل مالك ولا ينقص منه شيء. أودى: هلك. الناطق: المال من الحيوان مثل الإبل والبقر والغنم، وكلّ ما يتملّك من ذي روح؛ سميت بذلك لأصواتها، والناطق كل حيوان


(١) البيت في ديوان أبي تمام ص ٣١٠.
(٢) البيت لأبي ذؤيب الهذلي في شرح أشعار الهذليين ص ٥، ولسان العرب (قضض)، ومقاييس اللغة ٥/ ١٢، وكتاب العين ٥/ ٩، وتهذيب اللغة ٨/ ٢٥١، وتاج العروس (قضض).

<<  <  ج: ص:  >  >>