للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سنة- من أين أقصى أثرك؟ قال: من صلب أبي، قال: من أين خرجت؟ قال: من بطن أمي، قال: فعلام أنت؟ قال: على الأرض، قال: فقيم أنت؟ قال: في ثيابي، قال:

أتعقل لا عقلت! قال: إي والله وأقيّد، قال: ابن كم أنت؟ قال: ابن رجل واحد، قال:

فما سنّك؟ قال: عظم، قال: ما تزيدني مسألتك إلّا عيّا، قال: ما أجبتك إلا عن مسألتك.

الربيع بن عبد الرحمن، قلت لأعرابيّ: أتهمز إسرائيل؟ قال: إني إذا لرجل سوء؛ أراد قوله: هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ [القلم: ١١]، قلت: أتجرّ فلسطين؟ قال: إني إذا لقويّ! .

خلف الأحمر: قلت لأعرابيّ: ألقي عليك بيتا؟ قال: على نفسك فألقه.

قيل لأعرابي: أتهمز الفأرة؟ قال: الهرّ يهمزها.

ودخل رجل من محارب قيس على عبد الله بن يزيد الهلالي عامل إرمينية، وقد بات على قرب من غدير فيه ضفادع، فقال عبد الله: ما تركتنا شيوخ محارب ننام في هذه الليلة لشدة أصواتها. فقال المحاربيّ: أصلح الله الأمير إنها أضلّت برقعا، فهي في بغائه.

أراد الهلاليّ قول الأخطل: [الطويل]

تنقّ بلا شيء شيوخ محارب ... وما خلتها كانت تريش ولا تبري (١)

ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حيّة البحر

وأراد المحاربيّ قول الآخر: [الخفيف]

لكلّ هلاليّ من اللؤم برقع ... ولابن هلال برقع وقميص

وهذا النحو من التعريض كثير.

وقال أبو الحسن بن سراج رحمه الله تعالى: [السريع]

يا ضرّة الشمس التي أشرقت ... قد أشرقت حجّة مشتاقك

لحظك أو خصرك قد ضمنا ... ما ضمنت عهدة ميثاقك

ثأر الهوى يطلبه ثائر ... مصرعه ما بين أحداقك

لا تدخري أنفس صوت فقد ... يرغب في أنفس أعلاقك

رفقا بمن ملّكته في الهوى ... فإنه آخر عشّاقك

فأنفس أعلاق المرأة معلوم، والظّرف كلّه في قوله: «فإنه آخر عشّاقك» يعرّض أنها أسنّت فلا عاشق لها من بعده. والقينة: التيّ داعبها ومازحها تفهم ما خوطبت به، لأنها


(١) البيتان في ديوان الأخطل ص ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>