للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال آخر: [مجزوء الرمل]

إنّ عيسى أنف أنفه ... أنفه ضعف لضعفه

لو تراه راكبا وال ... أنف قد جال بعطفه

لرأيت الأنف في السّر ... ج وعيسى ردف أنفه

وقال الحسن في جعفر بن يحيى: [البسيط]

ذاك الوزير الذي طالت علاوته ... كأنّه ناظر في السيف بالطول

وقال أبو عليّ الخليع: [الكامل]

سابور ويحك ما أخس ... ك بل أخصّك بالعيوب!

وجه قبيح في التبسّم ... كيف يحسن في القطوب!

كان جحظة البرمكي ناتئ العينين جدّا، قبيح الوجه، فقال فيه ابن الروميّ: [الكامل]

نبئت جحظة يستعير جحوظه ... من فيل شطرنج ومن سرطان

يا رحمة لمنادميه تحتملوا ... ألم العيون للذّة الآذان

وكان طيّب الغناء، وحضر مجلسه عليّ بن بسام، فتفرّق القوم المخادّ، فقال جحظة: ما لي لا أعطى مخدّة؟ فقال له ابن بسام: غنّ فالمخادّ كلها إليك تصير، وقال فيه: [السريع]

يا من هجوناه فغنّانا ... أنت وحق الله أهجانا

سيّان إن غنّى لنا جحظة ... أو مرّ مجنون فزنّانا

وله فيه أيضا: [السريع]

لجحظة المحسن عندي يد ... أشكرها منه إلى المحشر

لما رآني رد برذونه ... وصانني عن وجهه المنكر

كان الحطيئة قبيح المنظر، كثير الشّرّ، فالتمس يوما إنسانا يهجوه فلم يجد، فجعل يقول: [الطويل]

أبت شفتاي اليوم إلّا تكلّما ... بشر فما أدري لمن أنا قائله

فاطّلع في ماء فرأى وجهه، فقال: [الطويل]

أرى لي وجها قبّح الله شخصه ... فقبّح من وجه وقبّح حامله (١)


(١) البيت والذي قبله في ديوان الحطيئة ص ٢٥٧، والبيت الثاني في لسان العرب (قبح)، (شوه) وتاج العروس (قبح)، وكتاب العين ٤/ ٦٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>