لحوت شمّاسا كما تلحى العصا ... سبّا لو انّ السبّ يدمي لدمي (١)
ويقال: لاحاه ملاحاة ولحا، أصلها المبالغة، ثم كثرت حتى جعلت كلّ ممانعة ومدافعة ملاحاة. الكرش: العيال، وكرش الرجل عياله وصغار ولده، ويقال في المعيل:
عليه كرش منثورة، وإذا أكثرت المرأة أولادها قيل: نثرن كرشها، وقد قدّم أن صبيته جوّع. الشّرعة: الطريق. والخطّة، مثل القصة: الأمر يقع بين القوم أبلى: أمتحن.
الرّوع: الفزع، لأنه يصيب الرّوع وهو القلب. يمازجها: يخالطها. أرصدتني: جعلتني رصدا، والرصد: من يرقبك وأنت لا تعلم فإذا جئته هجم عليك. والشّرك: آلة الصيد.
حبائلي: شباكي نطت: علّقت. المصاعب: الأمور الشاقّة. استقادت: انقادت [الوافر]
وأيّ كريهة لم أبل فيها ... وغنم لم يكن لي فيه باع
وما أبدت لي الأيام جرما ... فيكشف في مصارمتي القناع
ولم تعثر- بحمد الله- منّي ... على عيب يكتّم أو يذاع
فأنّى ساغ عندك نبذ عهدي ... كما نبذت برايتها الصّناع
ولم سمحت قرونك بامتهاني ... وأن أشرى كما يشرى المتاع
وهلّا صنت عرضي عنه صوني ... حديثك يوم جدّ بنا الوداع
وقلت كمن يساوم فيّ هذا ... سكاب فما يعار ولا يباع
فما أنا دون ذاك الطّرف لكن ... طباعك فوقها تلك الطّباع
على أنّي سأنشد حين بيعي ... أضاعوني وأيّ فتى أضاعوا
***
أبل: أبالغ وأجهد نفسي فيه. غنم: غنيمة جرم: ذنب مصارمتي: مقاطعتي، وكشفت في الأمر القناع، إذا جهدت فيه وبالغت. تعثّر: تطلع: يكتّم: يستر. يذاع:
يفشي و «بحمد الله» في البيت، وقعت اعتراضا بين العامل والمعمول، كما وقعت في التاسعة والأربعين اعتراضا بين المبتدأ وخبره في قوله: «وأنت- بحمد الله- وليّ عهدي» وتعلّقها بمحذوف تقديره: ابتدئ بحمد الله، أو أفتتح بحمد الله الذي خلّصني من عيب يعثر لي عليه، أو الذي جعلك وليّ عهدي، ومنه: سبحان الله وبحمده، معناه أنزّه الله وابتدئ بحمده، أو أفتتح بحمده، ودخلت الواو هنا لغير معنى العطف، ألا ترى أنّك لو قلت: سبحان الله وحمده، لكان المعنى: أسبّحه تسبيحا وأحمده حمدا، هكذا يقتضي ما جاء من المصادر منصوبا في هذا الباب، وفي قولنا: وبحمده لا يكون المعنى ما تقدم في المنصوب، ولكن الباء آذنت بمعنى ابتدأت، أو أبدأ بحمد الله، كأنّك قلت: حمدت الله على إلهامه إياي تسبيحه، وتأمّل قوله تعالى: يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ [غافر: ٧].
(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (لحا)، وتهذيب اللغة ٥/ ٢٣٩.