للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن جيّد شعر العرجيّ: [الطويل]

فهل أنت آت أهل ليلى فناظر ... لذنب جفوني، أم جفوني تجرّما (١)

فإن يك من ذنب ففي ذاك حكمهم ... وحسب امرئ في حقه أن يحكّما

كمثل شهاب النّار في كفّ قابس ... إذا الريح هبّت وهو كاب أضرما

ومن جيده: [الكامل]

أخبرت أنّك قلت نقتله ... لا تفعلنّ، فدتكم نفسي (٢)

والله لا آتي لكم سخطا ... حتى أغيّب في ثرى رمسي

والله لا أنسى تطوّفها ... تهتزّ بين كواعب خمس

كالبدر صورتها إذا انتقبت ... وإذا سفرت فأنت كالشمس

ومنه: [البسيط]

حور بعثن رسولا في ملاطفة ... ثبتا إذا أسقط النّسّاءة الوهم (٣)

فجئت أمشي على هول أجشّمه ... تجشّم المرء هو لا في الهوى كرم

أمشي كما حرّكت ريح يمانية ... غصنا من البان رطبا طلّه الرّهم

حتّى جلست إزاء البيت مكتتما ... وطالب الحاج تحت الليل يكتتم

فبت أسقى بأكواس أعلّ بها ... من بارد طاب منه الطّعم والنّسم

وفي معنى قوله: أمشي كما حرّكت. البيت يقول ابن دعبل: [السريع]

قالت لقد أعييتنا حجّة ... فأت إذا ما هجع السّامر

واسقط علينا كسقوط النّدى ... ليلة لا ناه ولا آمر

وقال الواثق: [السريع]

قالت إذا الليل دجا فأتنا ... فجئتها حين دجا الليل

خفّفي وطء الرّجل من حارس ... ولو دنا حلّ به الويل

ومن ظرف العرجيّ، أنه وعد هوى له أن تزوره في منتزه، فجاءته على أتان ومعها جارية لها، وجاء العرجيّ على عير ومعه غلام، فواقعها العرجيّ، ثم خرج فرأى الغلام يواقع الجارية والعير على الأتان، فلما نظر الحال قال: هذا يوم غاب عذّاله.

***


(١) ديوان العرجي ص ٣٦، وفيه «تعرّما» بدل «تجرّما».
(٢) ديوان العرجي ص ١٤٨.
(٣) ديوان العرجي ص ٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>