للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقيل: الورطة: الوحل تقع فيه الغنم، فلا يمكنها التخلّص، ثم ضرب مثلا في كلّ شدّة يقع فيها الإنسان، وأورطت فلانا فتورّط هو، أي وقع فيما يعسر التخلّص منه.

أبو عمرو: الورطة الهلكة، قال الرّاجز: [الرجز]

إن تأت يوما مثل هذي الخطّه ... تلاق من ضرب نمير ورطه (١)

قوله: تعنّى، أي تعب. افتضح: اشتهر، والوضح: الشديدة البياض النقية، أي ضيّع الدراهم المنقوشة البيض، والوضح: البيان والضوء والغرّة والفضّة والدرهم الصحيح، وقيل: إنه وصف الدراهم بالمصدر، كما قال: امرأة زور وكرم. ويك: عجبا لك. وقوله: هاتيك، يقال للمذكّر: ذا، وهو للقريب، وذاك لما هو أبعد، وذلك لأبعد الثلاثة، وللمؤنث ذه وذي وذ، بلا ياء، وتا وتي وهي للقريبة، وتيك للتي هي أبعد منه، وتلك وتالك لأبعدهنّ، وتدخل ها التنبيه على كلّ ما ليس فيه لام، لأن اللام موضوعة للبعيد، وها موضوعة للقريب، فلا يجمع بينهما، نحو هذا وهذاك وهاتا، وشاهده:

[الوافر]

* وليست دارنا هاتا بدار (٢) *

وهذه وهذي وهذ وهاتيك، وشاهده قول ذي الرّمة: [الطويل]

قد احتملت ميّ فهاتيك دارها ... بها السّحم تردى والحمام المطوّق (٣)

قوله: لم يبح، أي لم يجعل مباحا.

أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: «ثلاثة أنا خصمهم، ومن كنت خصمه خصمته: رجل عاهد ثم غدر، ورجل باع حرّا، ورجل استأجر أجيرا فلم يوفّه أجره» (٤). وضح: تبيّن.

***


(١) الرجز بلا نسبة في لسان العرب (ورط)، وتهذيب اللغة ١٤/ ١٥، وأساس البلاغة (ورط).
(٢) صدره:
وليس لعيشنا هذا مهاة
والبيت لعمران بن حطان في ديوانه ص ١١٢، والمخصص ١٥/ ١٠٧، وأساس البلاغة (مهمه)، وتاج العروس (مهه)، وتخليص الشواهد ص ١٢١، وخزانة الأدب ٥/ ٣٦١، ٣٦٢، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٢٧٠، وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٤، وشرح شواهد المغني ٢/ ٩٢٦، والكتاب ٣/ ٤٨٨، ولسان العرب (مهه)، والمقتضب ٢/ ٢٨٨، ٤/ ٢٧٧، وبلا نسبة في مغني اللبيب ٢/ ٦٢٧، ومقاييس اللغة ٥/ ٢٦٨، ومجمل اللغة ٤/ ٢٩١.
(٣) البيت لذي الرمة في ديوانه ص ٤٥٩، وشرح شواهد الإيضاح ص ٦٠٢، وبلا نسبة في الدرر ١/ ٢٣٦، وهمع الهوامع ١/ ٧٦.
(٤) أخرجه البخاري في البيوع باب ١٠٦، والإجارة باب ١٠، وابن ماجة في الرهون باب ٤، وأحمد في المسند ٢/ ٣٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>