قوله: أقسم بالتي يسري إليها المتهم- يعني مكّة- والمتهم الآتي تهامة، وتهامة اسم مكة، وقال: الأصمعيّ: سمعت العرب تقول: إذا انحدرت من ذات عرق فقد اتهمت، شعث سهم: أي متغيّرة ألوانهم وشعورهم.
قوله: اعذر أخاك، قال زيد بن عليّ: ثلاثة لا يجتمعن إلا في كريم: حسن المحضر، واحتمال زلات الإخوان، وقلة الملالة للصديق.
***
ثمّ قال: أمّا معذرتي فقد لاحت، وأمّا دراهمك فقد طاحت؛ فإن كان اقشعرارك منّي، وازورارك عنّي، لفرط شفقتك على غبّر نفقتك. فلست ممّن يلسع مرّتين، ويوطئ على جمرتين، وإن كنت طويت كشحك، وأطعت شحّك.
لتستنقذ ما علق بأشراكي، فلتبك على عقلك البواكي.
قال الحارث بن همّام: فاضطرّني بلفظه الغالب، وسحره الغاب، إلى أن عدت له صفيّا، وبه خفيّا، ونبذت فعلته ظهريا، وإن كانت شيئا فريّا. لاحت: ظهرت. طاحت:
هلكت اقشعرارك: انقباضك. والقشعريرة: رعدة وانقباض. ازورارك: انقباضك وميلك، لفرط شفقتك، لكثرة خوفك، غبّر نفقتك: أي تخاف على ما بقي من نفقتك وإن أخذها. يوطئ، أي يجعل غيره يطأ الجمر، أي لا أضرّ مرتين، والكشح: الخصر، وقيل: الجنب. وقيل: هو اسم لما بين الأضلاع، ورأس الورك، وكلّها متقاربة، وطوى كشحه على أمر، واستمرّ عليه، وطوى كشحه، مثل يضرب للمجانبة والمكاتمة، قال الشاعر: [الوافر]
طوى كشحا خليلك والجناحا ... لبين منك ثمّ غدا وراحا (١)
والشحّ: البخل مع الحرص، واضطرني: ألجأني، الخالب: الخادع، صفيّا:
صاحبا مخلصا. حفيّا: معينا، كريما: مكرما، نبذت: رميت وطرحت ظهريّا. أي خلف ظهري، واتخذ ظهريا، أي عدة يستظهر بها، أي يجعلها خلف ظهره حتى متى احتاجها استعملها فريّا: عجبا ومنكرا، والفريّ: الأمر العظيم، والفريّ الكذب.
ومما جاء في الشعر على أخبار يوسف عليه السلام.
قال ابن الزقاق: [الكامل]
بأبي وغير أبي أغنّ مهفهف ... مهضوم ما خلف الوشاح خميصه
لبس الفؤاد فمزّقته جفونه ... فأتى كيوسف حين قد قميصه
(١) البيت بلا نسبة في لسان العرب (كشح)، وتاج العروس (كشح)، وفيهم «صراحا» بدل «وراحا».