للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوهره: أراد باطن أهله إذ كانوا في الظاهر ذوي مناظر، فأراد أن يعرف: هل هم أهل علوم وآداب، . حتى يكملوا في الظاهر والباطن، أم أمرهم على خلاف ذلك، وبيّن ذلك بقوله: كيف ثمره من زهره، فكنى بالزّهر عن ظاهرهم، وبالثّمر عن سرّهم الباطن، وسرّ كل شيء: باطنه وخالصه، وقال المعرّي: [البسيط]

فلا يغرّنك بشر من سواه بدا ... ولو أنار، فكم نور بلا ثمر (١)

قوله: أفراد، أي كبراء لا نظير لهم، فمن مال إليهم استفاد، وأفراد: نجوم الدّراري، والعائج: المائل. فكاهة: حديث مطرب. الأغاريد: أصوت الطير، ويطلقون على ما كان فيه حنان ورقة منها اسم التّغريد والغناء، إلا الحمام فإنهم يسمّون أصواتها غناء وتغريدا وبكاء ونياحا، ويأخذونه من حال السامع لها، وقرئ على أبي الحسن بن السراج قول سويد بن الأعلم: [الوافر]

لقد تركت فؤادك مستجنّا ... مطوّقة على فنن تغنّى

يميل بها وتركبه بلحن ... إذا ما عنّ للمحزون أنّا

فقال: إنما تكون أصوات الحمام على ما في نفس المستمع، فإذا سمعها من يطرب سمّاها غناء، وإذا سمعها من يحزن سماها بكاء.

وقال ابن قاضي ميلة مصدّقا لما قاله ابن السّرّاج: [الوافر]

لقد عرض الحمام لنا بسجع ... إذا أصغى له ركب تلاحى

شجا القلب الخلّي فقال غنّى ... وبرّح بالشّجيّ فقال ناحا

وسبقه المعرّي بقوله: [الوافر]

بأرض للحمامة أن تغنّى ... بها ولمن تأسف أن تنوحا (٢)

وقد قدّمنا في شرح الصدر فصلا للحمام، وما أحسن قول البحتريّ: [البسيط]

حيّتك عنّا شمال طاف طائفها ... في جنة نفحت روحا وريحانا

غنّت سحيرا فناجى الغصن صاحبه ... سرّابها، وتداعى الطير إعلانا

ورق تغنّى على غصن مهدلة ... تسمو بها وتمسّ الأرض أحيانا

تخال طائرها نشوان من طرب ... والغصن من هزّة عطفيه نشوانا

وهذا ديباجة أبي عبادة. وحلب العناقيد: الخمر. احتفّ: انتظم. طمرين، أي ثوبين خلقين، يناهز: يقارب. العمرين: ثمانين سنة، وذلك أن الإنسان من الشبيبة إلى


(١) البيت في سقط الزند ص ١٣٩.
(٢) البيت في سقط الزند ص ٢٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>