للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

١٦٩٥ - وأخرجا أيضًا حديث ابن عبَّاس قال: قدم النَّبيُّ فرأى اليهود تصوم عاشوراء، فقال: «ما هذا؟» [قالوا:] (١) يومٌ صالح نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوِّهم، فصامه موسى. فقال: «أنا أحقُّ بموسى منكم». فصامه وأمر بصيامه (٢).

وقال القاضي أبو يعلى: لم يكن صوم عاشوراء واجبًا لحديث معاوية المتقدِّم (٣)؛ ولأنَّ النَّبيَّ أمر من لم يأكل بالصَّوم، والنِّيَّة في الليل شرطٌ في الواجب؛ ولأنَّه لم يأمر من أكل بالقضاء.

وأجيب عن حديث معاوية: بأنَّه محمولٌ على أنَّه ليس مكتوبًا عليكم الآن، أو لم يُكتب عليكم بعد أن فُرض رمضان.

وهذا ظاهرٌ، فإنَّ معاوية من مسلمة الفتح، وهو إنَّما سمعه من النَّبيِّ بعدما أسلم في سنة تسع أو عشر، بعد أن نسخ صوم عاشوراء، فإنَّه نسخ بعد أن فرض رمضان، ورمضان فرض في السَّنة الثَّانية.

وأجيب عن تصحيحه بنيَّةٍ من النَّهار وترك الأمر بقضائه: بأن من لم يدرك اليوم بكماله لم يلزمه قضاؤه، كما قيل في من أسلم وبلغ في أثناء يومٍ من رمضان، على أنَّه قد رُوي الأمر بالقضاء في حديثٍ غريبٍ:

١٦٩٦ - قال أبو داود: حدَّثنا محمَّد بن المنهال ثنا يزيد ثنا سعيد عن


(١) في الأصل: (فقال)، والمشبت من (ب).
(٢) «صحيح البخاري»: (٣/ ٥٠١، ٤/ ١٨٨، ٥/ ٣٤٥ - ٣٤٦، ٦/ ٥٧٣، ٦٠٢ - ٦٠٣)؛ (فتح- ٤/ ٢٤٤؛ ٦/ ٤٩٤؛ ٧/ ٢٧٤؛ ٨/ ٣٤٨، ٤٣٤ - الأرقام: ٢٠٠٤، ٣٣٩٧، ٣٩٤٣، ٤٦٨٠، ٤٧٣٧) واللفظ له.
«صحيح مسلم»: (٣/ ١٤٩ - ١٥٠)؛ (فؤاد- ٢/ ٧٩٥ - ٧٩٦ - رقم: ١١٣٠).
(٣) رقم: (١٦٩٣).