انظر: «تلخيص المتشابه في الرسم» للخطيب: (١/ ١٢٦ - ١٢٧)، و «الإكمال» لابن ماكولا: (٥/ ٤٠٥)، «فتح الباري» لابن رجب: (٢/ ٢٨٨ - رقم: ٣٤٧)، «توضيح المشتبه» لابن ناصر الدين: (٥/ ٢١٩)، وقد استقصى أقوال أغلب العلماء في ذلك العلامة الحافظ المعلمي في تعليقه على «الإكمال» لابن ماكولا: (٥/ ٤٠٥ - ٤٠٩)، ويحسن أن يضاف إلى ما نقله كلام الحافظ ابن رجب الذي في «الفتح»، تتميما للفائدة، والله الموفق. (٢) البخاري- ﵀ ذكر هذه الرواية في ثلاثة مواضع من «تاريخه»: الموضع الأول: (٢/ ٢٣٣ - رقم: ٢٢٩٨) في ترجمة جنادة بن مالك الأزدي، قال: (حدثني محمَّد بن سلام حدثنا محمَّد بن سلمة عن ابن إسحاق عن ابن أبي حبيب عن حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي … ) فلا ذكر لأبي الخير في هذا الموضع كما ترى، ثم أعاده في: الموضع الثاني: (٣/ ٩٧ - رقم: ٣٣٧) في ترجمة حذيفة الأزدي، قال: (حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي: دخلت على النبي ﷺ وأنا تاسع تسعة. قاله محمَّد بن سلام حدثنا محمَّد بن سلمة عن ابن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب). الموضع الثالث: (٨/ ٢٤٤ - رقم: ٣٢٥٩) في ترجمة يزيد بن عبد الله اليزني- هو أبو الخير مرثد اليزني-، قال: (يزيد بن عبد الله اليزني عن حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي قال: دخلت على رسول الله ﷺ، روى عنه يزيد بن أبي حبيب) ا. هـ وفي ترجمة مرثد بن عبد الله أبو الخير اليزني: (٧/ ٤١٦ - رقم: ١٨٢٦) ذكر أن يزيد بن أبي حبيب روى عنه. فأمام هذا الإشكال نحن بين احتمالين: الأول: أن يكون ثَمَّ اختلاف بين الرواة: فبعض الرواة ذكر واسطة بين ابن أبي حبيب وحذيفة كما في الروايات السابقة؛ وبعضهم لم يذكر واسطة كما في رواية أحمد بن بكار ومحمَّد بن سلام. ويقوي هذا الاحتمال تكرار ذكر الإسناد على هذا الوجه في موضعين (الأول والثاني). وعلى هذا يكون عمدة ما جاء في الموضع الثالث وفي ترجمة مرثد الإسناد الآخر الذي فيه ذكر الواسطة، ويكون البخاري لم يسنده. الثاني: أن يكون سقط ذكر أبي الخير من النسخة الخطية، ويقوي هذا الاحتمال مايلي: أ- ما جاء في الموضع الثالث وفي ترجمة مرثد. ب- ما ذكره الحافظ ابن عبد الهادي هنا، وسبقه إليه الحافظ المزي في «تحفة الأشراف»: (٢/ ٤٣٨ - رقم: ٣٢٤٨)، بل هذا الكلام بحروفه هناك، والله تعالى أعلم.