للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فقال عمر : لقد فطنت لأمرٍ ما فطنَّا له.

١٩٨٥ - وأخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو العبَّاس محمَّد بن يعقوب ثنا أحمد بن عبد الجبَّار العُطَارِدِيُّ ثنا ابن فضيل عن عاصم بن كليب عن أبيه عن ابن عبَّاس قال: كنت عند عمر وعنده أصحابه، فسألهم، فقال: أرأيتم قول رسول الله في ليلة القدر: «التمسوها في العشر الأواخر وترًا». أيُّ ليلة ترونها؟ فقال بعضهم: ليلة إحدى. وقال بعضهم: ليلة ثلاث. وقال بعضهم: ليلة خمس. وقال بعضهم: ليلة سبع. فقالوا وأنا ساكت، فقال: مالك لا تكلَّم؟ فقلت: إنَّك أمرتني أن لا أتكلَّم حتَّى يتكلَّموا. فقال: ما أرسلتُ إليك إلا لتكلَّم. فقلت: إنِّي سمعت الله يذكر السَّبع، فذكر سبع سماوات ومن الأرض مثلهن، وخلق الإنسان من سبع، ونبت الأرض سبع.

فقال عمر: هذا أخبرتني ما أعلم، أرأيت ما لا أعلم، قولك: نبت الأرض سبع. قال: قال الله ﷿: (ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً. فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً. وَعِنَباً وَقَضْباً. وَزَيْتُوناً وَنَخْلاً. وَحَدَائِقَ غُلْباً﴾ [عبس: ٢٦ - ٣٠]. قال: فـ (الحدائق غلبًا): الحيطان من النَّخل والشَّجر، و (فاكهةً وأبًّا) قال: فالأبُّ: ما أنبتت الأرض ممَّا تأكله الدَّواب والأنعام، ولا يأكله النَّاس. قال: فقال عمر لأصحابه: أعجزتم أن تقولوا كما قال هذا الغلام، الذي لم تجتمع شؤون رأسه (١)؟! والله لأنِّي أرى (٢) القول كما قلتَ (٣) O.

أمَّا حُجّة الشَّافعيِّ:

١٩٨٦ - فما رواه البخاريُّ، قال: حدَّثنا موسى ثنا همَّام بن يحيى عن


(١) في «النهاية»: (٢/ ٤٣٧ - شأن): (هي عظامه وطرائقه ومواصل قبائله، وهي أربعة بعضها فوق بعض) ا. هـ
(٢) كذا في الأصل، وفي (ب) و «سنن البيهقي»: (إني لأرى).
(٣) «سنن البيهقي»: (٤/ ٣١٣).