للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

طاف بالبيت، وفي يده قوس أخذ بسِيَةِ (١) القوس، فأتى في طوافه على صنم إلى جنب البيت يعبدونه، فجعل يطعن بها في عينه، ويقول: «جاء الحق وزهق الباطل». ثم أتى الصفا، فعلاه حيث ينظر إلى البيت، فرفع يديه، فجعل

يذكر الله بما شاء أن يذكره، ويدعوه (٢).

انفرد بإخراجه مسلمٌ (٣).

وقد استدلَّ أصحابنا بحديث لا يصلح الاستدلال به:

٣٠٨٩ - قال أبو أحمد بن عَدِيٍّ: حدَّثنا أبو يعلى ثنا زهير بن حرب ثنا محمَّد بن الحسن المدينيُّ قال: حدَّثني مالك بن أنس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: قال رسول الله : «فتحت القرى بالسيف، وفتحت المدينة بالقرآن» (٤).

قال أحمد بن حنبل: هذا حديث منكر، لم يسمع من حديث مالك ولا هشام، إنما هذا قول مالك، لم يروه عن أحد، قد رأيت هذا الشيخ- يعني محمَّد بن الحسن- وكان كذَّابًا (٥).


(١) في «النهاية»: (٢/ ٤٣٥): (سِيَةُ القوس: ما عُطِفَ من طَرَفَيها).
(٢) «المسند»: (٢/ ٥٣٨).
(٣) «صحيح مسلم»: (٥/ ١٧٢)؛ (فؤاد- ٣/ ١٤٠٥ - ١٤٠٦ - رقم: ١٧٨٠).
(٤) «الكامل»: (٦/ ١٧١ - رقم: ١٦٥٥) تحت ترجمة محمَّد بن الحسن بن زبالة المخزومي.
(٥) جاء في «المنتخب من العلل للخلال» لابن قدامة: (ص: ١٤٠ - رقم: ٦٨) أن مُهَنَّا سأل أحمد عن هذا الحديث، فقال: هذا منكر. قلت: لم تسمع هذا من حديث مالك، ولا من حديث هشام؟ قال: لا.
ئم قال مُهَنَّا: (وسألت يحيى بن معين عنه، فقال: ليس بصحيح، قد رأيت أنا هذا الشيخ - يعني: محمَّد بن الحسن- وكان كذَّابًا، وكان رجلاً سخيًّا. قلت: يروى عنه الحديث؟ قال: لا، هو كذَّاب ٠ وقال: إنما كان هذا قول مالكٍ، ولم يكن يرويه عن أحد) ا. هـ فالذي يبدو أن ابن الجوزي اختصر كلام أحمد وخلطه بكلام ابن معين، والله أعلم.