للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قالوا: قال اللالكائيُّ: قوله: «وتوضَّئي لكل صلاةٍ» من قول عروة، وهكذا أخرج في «الصَّحيحين»: قال هشام: قال أبي: ثم توضَّئي لكل صلاةٍ حتَّى يجيء ذلك الوقت (١).

قلنا: قد ذكره الترمذيَّ كما رويناه، وحكم بصحته ثمَّ لا يمكن أن يقول هذا عروة من قبل نفسه، إذ لو قاله هو كان لفظه: ثمَّ تتوضَّأ لكلِّ صلاةٍ. فلما قال: (توضَّئي). شاكل ما قبله.

ز: قوله: (في الصَّحيحين) وهمٌ، وصوابه في «الصّحيح»، فإنَّ مسلماً لم يخرجه بل أخرجه البخاريَّ وحده، وقد تكلَّمنا على هذا الحديث وذكرنا ما علِّل به في مكانٍ آخر O.

٣١٣ - الحديث الثَاني: قال أحمد: ثنا عبد الصَمد بن عبد الوارث حدَثني أبي عن حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير حدَثني الأوزاعيُ عن يعيش ابن الوليد المخزومي عن أبيه عن معدان بن أبي طلحة عن أبي الدَّرداء أنَّ النَّبيَّ قاء فتوضَّأ (٢). فلقيت ثوبان في مسجد دمشق، فذكرت له ذلك فقال: صدق، أنا صببت له وَضوءه (٣).

قالوا: قد اضطربوا في هذا الحديث، فرواه: معمر عن يحيى بن أبي كثير عن يعيش عن خالد بن معدان عن أبي الدَّرداء، ولم يذكر فيه الأوزاعي.

فالجواب: أنَّ اضطراب بعض الرُواة لا يؤثر في ضبط غيره.

قال الأثرم: قلت لأحمد: قد اضطربوا في هذا الحديث، فقال: حسين


(١) «صحيح البخاري»: (١/ ٦٦ - ٦٧)؛ (فتح- ١/ ٣٣١ - رقم: ٢٢٨).
(٢) هكذا في الأصل و (ب) و «التحقيق»، وفي مطبوعة «المسند»: (قاء فأفطر).
(٣) «المسند»: (٦/ ٤٤٣).