للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

وأما ابن عبد الله: فاسمه يزيد، وقد ذكره البخاريُّ في «تاريخه» (١).

وأما المسلك الثاني وقولهم: (ليس ذكر الجهر في الصحيح): قلنا: رجاله رجال الصحيح، فيلزم أن يحكم بصحته.

وقولهم: (يحتمل أنهم ما كانوا يجهرون بها كالجهر بالسورة) وقد ذكرنا في حديث أنس: أنهم ما كانوا يذكرونها، وفي حديث عائشة: كان يفتتح القراءة بالحمد.

وقولهم: (هو شهادة على النفي) قلنا: هو في معنى الإثبات، لأن رسول الله هاجر إلى المدينة ولأنس عشر سنين، ومات وله عشرون سنة، فكيف يتصور أن يصلِّي خلفه عشر سنين فلا يسمعه يوماً من الدهر يجهر؟ ثم قد روى (٢) وقوع هذا في زمن رسول الله ، فكيف وهو رجل في زمن أبي بكر وعمر؟ وكهل في زمن عثمان؟ مع تقدمه في زمانهم وروايته للحديث؟!

وأما عبد الله بن المغفل: فإنه كان رجلاً في زمن رسول الله ، وكان ممن بايع تحت الشجرة، وكان يومئذ يمد أغصانها يظلل بها على رسول الله ، وهو من البكائين، وبعثه عمر إلى أهل البصرة يفقههم.

ويؤكد هذا أن عمر كان جهوري الصوت، فلو خفي من الكل لم يخف منه.

وقولهم: (لولا سماعهم ما نقلوا الإخفات) قلنا: يحتمل علمهم بالإخفات أمرين:


(١) «التاريخ الكبير»: (٨/ ٤٤١ - ٤٤٢ - رقم: ٣٦٣٣).
(٢) في «التحقيق»: (قدروا)!