وقد جمع بين الفقه والحديث فأكثر من السماع عن الضياء وغيره، وقد سمع منه كبار الحفاظ كابن تيمية والمزي والذهبي والعلائي وغيرهم.
وقال عنه الذهبي في «ذيل تاريخ الإسلام»(١٥٣): (كان فيه دين متين وتمسك بمذهب السلف).
وقال أيضًا:(جرت محنة الشيخ تقي الدين ابن تيمية في سنة خمس وسبعمائة، وحصل للحنابلة أذى كثير بمصر ودمشق، فجاء البريد بإلزام الحنابلة بالرجوع عن معتقدهم وهددوا، فتلطف القاضي تقي الدين في الأمر، ولم يظهر عليه ألم ولا غضب، ودارى بحسن خلقه، وأخذ يدافع ويماطل، وما كتب شيئًا، وخمد الشر، وأرادوا منه أن يكتب البراءة من معتقد ابن تيمية فامتنع وترفق بهم).
وأبو الفضل هو أقدم شيوخ الحافظ ابن عبد الهادي وفاة، وكان عمر ابن عبد الهادي عند وفاته (١٠) سنوات!
٢ - ابن عبد الدائم (ت: ٧١٨)(١):
هو الشيخ المسند أبو بكر بن زين الدين أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي الصالحي.
ولد سنة (٦٢٥) أو (٦٢٦).
ذكر الذهبي في «ذيل العبر»(٥٠) أنه توفي عن ثلاث وتسعين سنة، وقال: (سمع حضورًا في سنة سبع وعشرين … وتفرد وكان ذا همة وجلادة
(١) ترجمته في «ذيل العبر» (٥٠)، و «الدرر الكامنة» (١/ ٤٣٨).