للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

محمد بن مكيال المعروف بطغرلبك سنة ٤٥١هـ (١). وقد حدث في عهد هذا الخليفة ما لم يكن معهودًا عند سابقيه من الخلفاء، وذلك أن العادة والعرف جريا على ألا يتزوج بنات الخلفاء إلا من كان من بني العباس. لكن القائم بأمر الله زوج ابنته لطغرلبك "بعد أن دافع بكل ممكن، وانزعج واستعفى ثم لان لذلك برغم منه، وهذا أمر لم ينله أحد من بني بويه مع قهرهم الخلفاء وتحكمهم فيهم ... " (٢).

والمقتدي بأمر الله حاول التدخل في الحكم وتدبير شؤون الخلافة فما كان من السلطان السلجوقي ملك شاه إلا أن نفاه من بغداد. وأرغمه على خلع ولي عهده وأن يعهد لابنه الصغير جعفر، لكن ذلك لم يتم له بسبب موته قبل انتهاء المدة التي ضربت له لتنفيذ ما طلب منه (٣).

أما الخليفة المسترشد بالله فقد أسر هو وأعيان دولته بهمدان، ثم نقل إلى مراغة، وطلب منه إن أراد أن يرجع إلى بغداد ألا يجمع العساكر، ولا يخرج من داره فرضخ لذلك (٤).

وابنه الراشد بالله أبو العباس المنصور حاول أن يكون جيشًا ويخرج به من بغداد، فما كان من السلطان مسعود إلا أنه ادعى عليه أنه كتب في شروط عقد توليته "أني متى جندت أو خرجت أو لقيت أحداً من أصحاب السلطان بالسيف فقد خلعت نفسي من الأمر"؟؟. فحكم أهل الحل والعقد من العلماء والقضاة بخلعه وتولية أبي عبد الله محمد المقتفي بأمر الله على شروط وعهود وضعوها عليه فقبلها (٥).

هكذا كان حال الخلفاء العباسيين في هذه المرحلة وهو وضع لا يحسدون عليه، انعدمت فيه الثقة بينهم وبين السلاجقة، فحاول السلاجقة


(١) تاريخ الخلفاء ص ٤١٧.
(٢) المصدر السابق ص ٤٢٠.
(٣) المصدر السابق ص ٤٢٥.
(٤) المصدر السابق ص ٤٣١
(٥) الكامل ٨/ ٣٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>