للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

للأئمة [والفقهاء] أن يتقدموا في النهي عنه ولا يرخصوا فيه لأحد من الناس، فإن فعل النبي- صلى الله عليه وسلم - في نافلة البيوت إنما كان ليتبرك به في صلاته ولا يعتقد المعتقد أنه يفعل ذلك في المساجد أو عند كثرة الجماعة في البيوت فإن ذلك بدعة" (١).

الثاني: ذمه لتقديم الخطبة على الصلاة في العيد فقال: "وإن خطب قبل الصلاة استحب له الإعادة، فإن لم يعد أجزأ. وبئس ما صنع في تركه السنة ... " (٢).

[* المطلب الخامس: أهم الانتقادات التي وجهت إليه]

لا شك أن كل من لمع نجمه وسطع في الأفق ذكره أن يلتفت إليه العلماء ويهتموا بما يصدر عنه. وابن بشير واحد من أولئك الذي لقي تراثهم اهتمامًا من طرف الفقهاء. فتعرض للانتقاد كسائر العلماء ولعل أبرز من تعقبه وتتبعه أبو عبد الله محمد بن عرفة الذي أحيى الطريقة النقدية بعد أن كادت تندثر معالمها بانتشار مختصر ابن الحاجب وبروز مختصر خليل بن إسحاق. يقول الفاضل بن عاشور: "وسلك ابن عرفة في فقهه الطريقة التي عبر عنها أصحابه وعبر عنها هو بنفسه بالتفقه؛ وهي الرجوع إلى الأقوال المتروكة، أو المحكوم عليها بالضعف، أو المحكوم عليها بالمرجوحية للنظر فيها من النواحي النقدية التي سبق من قديم النظر في أمثالها على ذلك المنهج الإمام اللخمي في التبصرة فنشأ هذا المنهج الجديد الذي هو منهج التفقه" (٣).

وقد كانت الانتقادات التي وجهها ابن عرفة لابن بشير من النوع المعتاد بين العلماء. وهي كثيرة (٤)، أذكر منها المثال التالي: "قال ابن بشير


(١) انظر ص: ٤٩٤ من هذا الكتاب.
(٢) انظر ص: ٦٦٠ من هذا الكتاب.
(٣) المحاضرات المغربيات ص: ٨٥.
(٤) انظر مواهب الجليل ١/ ٧١، ٨٤، ٤١٠، ٢٥٢, ٣١٠ ,٤٥٠، ٤٥١، ٤٨٢، ٤٩٤، ٢/ ٤٠، ١٢٤، ٣١٦، ٣٦١، ٣٨٧، ٣٩٢، ٣١٢، ٣/ ٩٨، ٩٩، ٢٣١, ٤٧٩، ٤/ ٤٦٠، ٣٤٨، ٥/ ١٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>