للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[* المطلب الثالث: تأثيره فيمن بعده]

إن من وصل إلى هذه المرتبة العلمية المتميزة، لا بد أن يترك آثارًا فيمن بعده، وأن يعثر الدارس على بصماته في الفقه المالكي. وقد حاولت أن ألتمس آثار ابن بشير من خلال تصفح سريع لبعض الكتب، فلاحظت أن اسم الرجل كثير التردد على ألسنة الفقهاء، فهم يستشهدون بأقواله وينقلون عنه ويتعقبونه. وقد حاولت أن أحصي عدد المرات التي ذكر فيها اسم ابن بشير في بعض الكتب، مستعينًا بالحاسوب فوجدته ذكر في مواهب الجليل حوالي ثلاثمائة وسبعين مرة، وفي التاج والإكليل حوالي ثلاثمائة واثنتي عشرة مرة، وفي حاشية الدسوقي حوالي مائة وعشرين مرة. وهذه الأرقام إن دلت على شيء فإنما تدل على أن ابن بشير كان حضوره قويًا في الدرس الفقهي وتأثيره فيه واضح، بل لقد أصبح له أتباع وطريقة، يستشف ذلك من خلال قول الحطاب في عدة مواطن منها قوله:

"وذكر ابن بشير وأتباعه" (١)، "وقول ابن بشير وتابعيه" (٢)، "ولذا اعترض ابن عرفة قول ابن بشير ومن تبعه" (٣)، "وجعل ابن بشير وتابعوه" (٤)، "قال ابن عرفة: وقول ابن بشير ومن تابعه" (٥).

ومن ذلك قول ابن فرحون: "وأما قوله عند قوم ... فالإشارة بهؤلاء القوم إلى ابن بشير ومن وافقه" (٦).

ومن ذلك قول خليل ابن إسحاق: "وتبع في اليوم ابن بشير" (٧)، يقصد ابن الحاجب تبع ابن بشير، "وبناء المصنف تبعًا لابن بشير" (٨).


(١) مواهب الجليل ١/ ١٦٢.
(٢) مواهب الجليل ٢/ ٤٦.
(٣) مواهب الجليل ٢/ ٨٥.
(٤) مواهب الجليل ٣/ ١٩.
(٥) مواهب الجليل ١/ ٤٩٠.
(٦) كشف النقاب الحاجب ص: ١٧٣.
(٧) التوضيح ١/ ٢٣٢.
(٨) التوضيح ١/ ١٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>