للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يغسل، لقوله صلى الله عليه وسلم:"زَمّلُوهُمْ فِي ثيَابِهِمْ" (١)، والثاني: أنه يغسل لإخباره - صلى الله عليه وسلم - عن حنظله بن أسيد (٢) أن الملائكة غسلته، وكان يعرف بنوه ببني غسيل (٣) الملائكة. وسئل عن علة غسله فقيل: إنه كان جنبًا (٤).

[(تحريم الصلاة على الكفار وتفصيل القول في أبنائهم)]

وأما النقص المانع من الصلاة فهو على أربعة أقسام أحدها: ما يرجع إلى الاعتقاد. ولا يصلي على الكفار بالإجماع. وأما أولاد الكفار، فإن كان معهم أباؤهم ألحقوا بهم، [فإن لم يكن معهم الآباء حكم لولدهم الذين لم يعقلوا دينهم (٥) بالإسلام] (٦).وإن أسلم الأب حكم لولده الذي لم يعقل دينه بالإسلام. وأما إن أسلمت الأم فهل يحكم لهم بالإسلام؟ في المذهب قولان: المشهور أنه لا يحكم لهم بذلك لأن الدين معناه التعصيب، ولا تعصيب للأم. والشاذ أنه يحكم لهم بالإسلام، لأنها أحد الأبوين، فأشبهت الأب, وقياساً على الحرية والرق.

فإن لم يكن معهم آباؤهم وولدوا في ملك أهل الإسلام، فهل يحكم بإسلامهم؟ قولان: أحدهما: أنه يحكم بإسلامهم لقوله - صلى الله عليه وسلم - "كُلُّ مَوْلُودِ


(١) لم أقف عليه بهذا اللفظ, وقد أخرجه أحمد في مسنده ٥/ ٤٣١ بلفظ"زَمَّلُوهُمْ في ثِيَابِهِمْ"
(٢) هو: حنظلة بن أبي عامر بن صيفي بن مالك الأنصاري الأوسي المعروف بغسيل الملائكة وكان أبوه في الجاهلية يعرف بالراهب، وكان يذكر البعث ودين الحنيفية فلما بعث النبي عانده وحسده وخرج عن المدينة وشهد مع قريش وقعة أحد ثم رجع مع قريش إلى مكة ثم خرج إلى الروم فمات بها، وأسلم ابنه حنظلة فحسن إسلامه واستشهد بأحد، فقال النبي إن صاحبكم تغسله الملائكة فاسألوا صحابته فقالت خرج وهو جنب لما سمع الهيعة فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- لذلك تغسله الملائكة. الإصابة/ ١٣٧.
(٣) في (ق) يعرف قبره بغسيل.
(٤) أخرج البيهقي في سننه ٤/ ١٥ عن عاصم بن عمر بن قتادة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-قال: إن صاحبكم تغسله الملائكة يعني حنظلة فاسألوا أهله ما شأنه فسئلت صاحبته فقالت خرج وهو جنب حين سمع الهائعة فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-لذلك غسلته الملائكة.
(٥) في (ر) دينه ولعل الصواب دينهم.
(٦) ساقط من (ق) و (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>